تفسير رؤية الدار المجهـولة في الاحلام
يقـول ابن سيرين في تفسيره بأن الدار والبيت المجهـول هـو الدار الآخرة لأن الله سبحانه وتعالى سماها بالدار لأن فيها الخلـود الأخير، وهنالك بعض البيـوت أيضا التي تدل على الدار الآخرة مثل دار عقبة أو دار السلام، فمن رأى نفسه فيها في حلمه وكان مريضا فإنه سينتقل إلى آخرته ومـوته بعيدا عن فتن الدنيا والمعاصي وشرورها، وإن كان من أصحاب الذنـوب فهي تذكير له بالتـوبة وحسن العبادة قبل مـوته من هذا المرض، أما من كان غير مريض ورأى نفسه فيها فتلك هي بشارة له بقدر عمله الخير في دنياه وحسن عبادته وأعماله الصالحة من حج وعمرة وجهاد وصدقات وزكاة وخشـوع وعلم وصلة أرحام وصبر على البلاء، أما من كان مذنبا واستغفر وتاب عن ذنبه تـوبة نصـوح بألا يعـود لذنبه فقد تكـون بشرى له بالعفـو من الله بإذنه تعالى.
تفسير اذا كانت الدار او البيت بعيدا عن المدينة معزولا عنها ....
وفي حال كانت هذه الدار المجهـولة معزولة عن باقي المدينة أو كانت مجهـولة المكان وفيها أناس لا يعرفهم ومجهـولة البناء وكان يرى فيها أشخاص مـوتى أو يرى معهم أحياء فتلك هي الدار الآخرة، فمن يرى أنه يدخلها فإنه اقتراب لأجله أما من دخلها ثم خرج منها فإنه يشرف على الهلاك ثم ينجـو سـواء بمرض أو حادث أو صدمات مهلكة سينجـو منها بعد وقت من الزمن.
أما من كان يحمل كتبا أو أقلاما أو ما يدل على أنه يتعلم ورأى دارا مجهـولة المالك أو معزولة عن البيـوت، فإن علمه سيرفعه في الآخرة وهـو ما أوصله إليها بحسن خاتمة مع العبادة الصالحة، أما من يرى كأنه يصلي فيها أو كأنه مسجد أو مصلى فسينال الآخرة برحمة الله لحسن عبادته بإذنه تعالى، ومن كان يركب الفرس أو الجـواد والحصان أو أحد دواب الحرب ويحمل سيفا فإنه بلغ الآخرة بجهاده، وكذلك كل من يرى البيت المجهـول بحدث أو شيء يكـون يفعله فإنه سيبلغ الدار الآخرة بعمله هذا فإن كان من الخير وفيه العبادة فهي بشرى بإذن الله، وإن كان عمله غير صالح عليه التـوبة والرجـوع لعبادة الله بحق وهي تنبيه له أو أنه سيهلك.