ما الفرق بين الاحلام والرؤيا والمنامات
تعرفي على الفرق بين الاحلام والرؤيا والمنامات للاستاذ على منصور الكيالي ,تري ما هو الحلم ,وماهي الرؤيا وماهو المنام وما الفرق بينهم.
[ الأحـلام ، الـرؤيـا ، المنــامات ]
مـيّـزَ القُـرآن الكريم مـا بين [ الأحـلام ، الرؤيـا ، المنـام ] ، و ذلك بالشكل التالي :
الأحـلام :
هي التي يـراهـا مُعظـمُ الناس ، و تتعلّق بشكْل خاصّ بالحالة التي يمـرّ بهـا الإنسان ، فالطـالب مثلاً تكون أكثر أحلامـه عن الامتحان ، و النـوم لـه حالتين : [ حـالة النوم العميق ، و حالة النوم الخفيف ] و مُعظم الأحـلام تكون في حـالة النوم العميق ، و هذه الأحـلام لا نذكرهـا أبداً ، و نتذكّر [ فقط ] الأحلام التي نراهـا في حالة النوم الخفيف ، و نجعلُ منهـا قضيّة أسـاسـية تؤثّـر في حياتنا و علاقاتنا مع الآخرين ، و هـذا خطـأ كبير ، و قـد أوضح القُـرآن الكريم أنّ الأحلام تكون خـلائـط [ أضْغـاث ] متنوّعة : ( أضْـغاثُ أحـلام ) يوسف 44 / الأنبياء 5 ،
كمـا أوضح الحديث الشريف أنّ الأحلام منَ الشيطـان ، فقال صلى الله عليه و سلم : [ الحُلُـمُ منَ الشـيطان ] رواه البخاري في بدء الخلْق .
و تفسـيرُ الأحـلام الذي يقوم به البعْض ، عملٌ غيْر صـحيح ، لقولـه تعالى : ( و مـا نحْنُ بتأويل الأحـلام بعـالـمين ) يوسف 44 ، و أشهر مفسّـري الأحـلام هو : [ محمّد بن سـيرين ] في الشرق ، و [ سـجموند فْـرويْـد ] في الغرْب :
- لقـد اعتمـد ابن سيرين كثيراً على القرآن الكريم في تفسـيراته للأحـلام ، مثال : رأى أنّ - نكـاح المحـارم - في الأحـلام ، هو : تقصـير في حقّ الأقارب فقط ، و أنّ الحيْض في الأحـلام هو - أذى - لقوله تعالى : ( و يسـألونكَ عن المحيض ، قُل هو أذى ) البقرة 222 ، و أنّ المرضَ في الحلام هو - نفـاق - لقوله تعالى : ( في قلوبهم مرَضٌ ) البقرة 10 ....... .
- أمّـا سيجموند فْـرويْد ، فيرى أنّ الأحـلام هي : رغبـات جنسـيّة مكبوتة من قبّل جهـاز نُكران الغـرائز في اليقظـة ، و لكنّ الرغبة الجنسـية تعْرف كيْفَ تتهـرّب من هذا الجهـاز عن طـريق الأحـلام ، فنحن في الأحـلام نكون أقلّ عـفّةً و أقل حـيـاءً منَ اليقظَـة ، حيثُ يعود الإنسان إلى [ شـيطـانيّته ] التي تتمثّـل غالبـاً في [ نكـاح المحَـارم ] في الأحـلام ،
الـرؤيـا :
تكون الـرؤيـا دائمـاً [ صَـالحـة ] ، و هي منَ الله تعالى لقوله صلى الله عليه و سلّم : [ الـرؤيـا الصالحة منَ الله ] رواه البخاري في بدء الخلْق ،
و تكوُنُ [ الـرؤيـا ] لبيـان أمـور سـتحدُثُ في المسـتقبل ، مثال فتْح مكّـة المكـرّمة ، حيْث رأى ذلك الرسولُ صلى الله عليه و سلم قبل الفتح بفترة زمنيّة طـويلة : ( لقـد صَـدَقَ اللـهُ رسُـولـه الـرؤيـا بالحـقّ : لتدخُلنّ المسـجد الحرام إن شاء الله ) الفتح 27 ، و كذلك رأى ملِـكُ مصْـر [ رؤيـا صـادقة ] تحقّقت في المستقبل ( و قال الملكُ إنّي أرى سـبْع بقـراتٍ سِمانٍ يأكلُهُن سَـبْعٌ عِجـافٌ ، و سَـبْع سُـنبلاتٍ خُضْـر و اُخَـرُ يابسـات ، يا أيّهـا المـلأ أفتوني في - رؤيـايَ - ) يوسف 43 .
المَـنـامُ :
هـو أيضـاً يكونُ منَ الله سبحانه ، و لكن لإعطـاء معلومـاتٍ فوريّة عن الحدَث ، مثال : إبراهيمُ الذي قال لولده اسماعيل عليهما السلام : ( يا بنـيّ إنّـي أرى في - المَـنام -أنّي أذْبَـحُـكَ ) الصافات 102 ، و كذلك في ليلة معركة بَـدْر قال الله تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه و سلّم : ( إذْ يُـريْكَـهُـمُ اللـهُ في - منـامـكَ - قـليلاً ، و لو أراكهُم كـثيراً لَفـشـلْتُم ) الأنفـال 43 .
كـلّ هـذا ، و اللـه أعْـلَـمُ .
الاستاذ على منصور الكيالي