قـواعد تفسير الاحلام , كيفية تفسير الاحلام , كيف تفسر حلمك بنفسك , تفسير الاحلام بالطريقة الصحيحة
تفسير الاحلام, تفسير الرؤى , تفسير الاحلام لابن سيرين , قامـوس تفسير الاحلام, اسس تفسير الاحلام , قـواعد تفسير الاحلام , كيفية تفسير الاحلام , كيف تفسر حلمك بنفسك , تفسير الاحلام بالطريقة الصحيحة
إن الرؤى التي يراها الإنسان في منامه هي انعكاس لما وقع في حياته من خير أو شر ، وتعبير عما يجـول في نفسه من دوافع ورغبات ، بل هي وسيلة لتهيئة نفسه لما سيقع من خير أو شر ،والرؤى أيضاً وسيلة من وسائل قراءة ما في الغيب من الأمـور التي يختارها الله له على أي نحـو .
والملاحظ كثرة المنتديات التي تحاول تفسير الأحلام ، وقد يستطيع الإنسان أن يُفسر رؤياه بنفسه .
وهذه بعض الـوسائل المعينة لتفسير الأحلام والرؤى تفسيرا صحيحا يمكن إتباعها :
1/ أتق الله في اليقظة وأحسن ،وأعلم أخي أنه ليس كل رؤيا تُفسر:
فهذا إمام أهل التأويل ابن سيرين كان يُسأل عن مائة رؤيا من تفسير القرآن الكريم فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقـول : اتق الله وأحسن في اليقظة , فإنه لا يضرك ما رأيت في النـوم وكان يجيب في خلال ذلك ويقـول : إنما أجيبه بالظن , والظن يخطئ ويصيب .
2/ حدد ما هـو الحدث المهم في الحلم:
ضع يدك - من الرؤيا - على المهم منها - أو الذي تراه يرمز إلى أي من أمـور الـواقع - أو ما تعلقت أمثاله ببشارة أو نذارة ، أو تنبيه ، أو منفعة في الدنيا أو في الأخرة، واطرح ما سـوى ذلك من الحشـو والخلط والأمـور التي لا تنتظم والتي لا معنى لها .
3/ حلل ما رأيته مستنبطا بدلالة أصـول التعبير الاتية :
أولاً : القرآن الكريم :
أعرض الرؤيا على كتاب الله فقد تجد تأويلها في بعض آياته مثل: اللباس الجديد قد يكـون بشرى بزواج، لقـوله تعالى: [هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن]،والحبل تعبره بالعهد، لقـوله سبحانه( واعتصمـوا بحبل الله ".
* والسفينة تعبرها بالنجاة لقـوله تعالى( إنا نجيناه وأصحاب السفينة". " والخشب تعبره بالنفاق لقـوله عزوجل ( كانهم خشب مسندة )"
* والحجارة تعبرها بالقسـوة لقـوله جل ذكره ( هي كالحجارة أو أشد قسـوة) "
* والطفل الرضيع تعبره بالعدو لقـوله تعالى ( فالتقطه آل فرعـون ليكـون له عدوا وحزنا"
* والرماد تعبره بالعمل الباطل لقـوله تعالى ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح "
* والماء يعبر بالفتنة لقـوله تعالى ( لأسقيناهم ماءا غدقا لنفتنهم فيه) "
وأكل اللحم النيء يعبر بالغيبة لقـوله تعالى ( أيحب أحدكم أن يكل لحم أخيه ميتأ" .
* والنعاس يعبر بالأمن لقـوله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)
* والبقل والقثاء والفـوم والعدس والبصل يعبرلمن أخذه بانه قد استبدل شيئا أدنى بما هـو خير منه من مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار لقـوله تعالى ( فأدع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثاءها وفـومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلـون الذي هـو أدنى بالذى هـوخير)
* والشجرة الطيبة تعبربالكلمة الطيبة، والخبيثة بالكلمة الخبيثة لقـوله تعالى ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. . .) " الأية
* والبستان يدل على العمل ، واحتراقه يدل على حبـوطه ، لقـوله تعالى ( فاصابه إعصار فيه نار فاحترقت )
والبيض يعبربالنساء لقـوله تعالى ( كانهن بيض مكنـون )،، وكذلك اللباس لقـوله سبحانه وتعالى (هن لباس لكم) " * والنـور يعبر بالهدى ، والظلمة بالضلال ( يخرجهم من الظلمات إلى النـور) "
وهكذا ..
ثانياً : الحديث الشريف :
وكذلك تعرض الرؤى على ما جاء في الأحاديث الشريفة.
* كالغراب يعبر بالرجل الفاسق لأن النبي صلى الله عليه وسلم( سماه فاسقا) .
* والفارة تعبر بالمرأة الفاسقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها فـويسقة .
* والضلع والقـوارير تعبر بالنساء لقـوله صلى الله عليه وسلم " المرأة خلقت من ضلع " وقـوله " ويحك يا أنجشه رويدا سـوقك بالقـوارير" .رواهما ا لشيخا ن . ، والقميص يعبر بالدين لقـوله صلى الله عليه وسلم "رأيت الناس عرضـوا علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي عمر
بن الخطاب وعليه قميص يجتره " ، قالـوا : فما أولته يارسـول الله قال : " الدين " أخرجه الشيخان . *
* واللبن يعبر بالعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوله بالعلم ، ويعبر بالفطرة لحديث الإسراء . *
* والمرأة السـوداء الثائرة الرأس تعبر بالـوباء لقـوله صلى الله عليه وسلم : " رأيت كأن امرأة سـوداء ثائره الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة - وهى الجحفة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها)ا رواه البخاري . " *والغيث يعبر بالهدى والعلم لقـوله صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث . . . " الحديث متفق عليه .
* والصراط المستقيم يعبر بالإسلام ، والأسـوار تعبر بحدود الله ، والأبـواب المفتحة محارم الله لحديث النـواس : "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سـوران فيهما أبـواب مفتحة، وعلى الأبـواب ستـور مرخاة، وعلى باب الصراط داع ، الحديث رواه أحمد والترمذي وغيرهما . " والدار تعبر بالجنة ، والمأدبة تعبر أيضا بالإسلام ، والداعي الذي يدعـو إلى المادبة محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أجاب الداعي ودخل الدار، فتلك الرؤيا بشارة له بالجنة - إن شاء الله - لحديث البخاري : "جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهـو نائم . . وفيه : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مادبة وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المادبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم ياكل من المادبة ا .
* والإبل تعبر بالعز، والغنم بالبر كة، والخيل بالخير لحديث ابن ماجه : "الإبل عز لأهلها، والغنم بركة ، والخير معقـود في نـواصي الخيل إلى يـوم القيامة" . *
* والكلب يعـود في قيئه يعبر برجل يعـود في هبته للحديث المتفق على صحته "العائد في هبته كالكلب يعـود في قيئه ) . *
* والأترجة تعبر بالمؤمن الذي يقرأ القران. والتمرة بالمؤمن الذي لايقرم القرآن . والريحانة بالمنافق الذي يقرأ القران . والحنظلة بالمنافق الذي لا يقرأ القرآن . لقـوله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القران كمثل التمرة : لا ريح لها وطعمها حلـو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثلإ المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : ليس لها ريح وطعمها مر" متفق عليه .
* والظلم يعبر بالظلمات والعكس ، والشح بالهلاك وسفك الدماء لقـوله صلى الله عليه وسلم : "اتقـوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يـوم القيامة، واتقـوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكـوا دمائهم ، واستحلـوا محارمهم " رواه مسلم .
* والنخلة تعبربالمسلم لقـوله صلى الله عليه وسلم : "إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم ، حدثوني ماهي قال ابن عمر: فـوقع الناس في شجر البـوادي ، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالـوا : حدثنا ماهي يارسـول الله قال : هي النخلة" متفق عليه. *
* وحامل المسك يعبر بالجليس الصالح ، ونافخ الكيريعبر بالجليس السؤ للحديث المتفق عليه "مثل الجليس الصالح والجليس السؤ،.
ثالثاً : تأويلات الصحابة :
فالصحابة أعلام الهدى قد ألهمهم الله الرشد ، ومدهم بنـور البصيرة ،وكان من أبرزهم أبـو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
رابعاً : بظاهر الاسم :
فمثلاً اسم فاضل يدلُّ على الفضل، وراشد يدل على الرشد ،وسعيد بالسعادة الى غير ذلك من الاسماء
خامساً : دلالة المعنى ، أو وصفه :
فالياسمين والـورد قد يدلان على قلة البقاء أو قصر العمر لذبـولهما بسرعة.
والنار تعبربالفتنة ، لأن النار تقسد كل ما تمر عليه وتتصل به ، وكذلك الفتنة . والنجـوم بالعلماء، لحصـول هداية أهل الأرض بها . * والحديد وأنـواع السلاح يعبران بالقـوة والنصر. * والرائحة الطيبة تعبربالثناء الحسن وطيب القـول والعمل . * والرائحة الخبيثة بالعكس . * والديك رجل عالي الهمة بعيد الصيت . * والحية عدو أو صاحب بدعة يهلك بسمه .
*وخروج المريض من داره ساكتا يعبر بمـوته ، ومتكلما يعبر بحياته . * والخروج من الأبـواب الضيقة يعبر بالفرج والنجاة . * والسفر من مكان إلى مكان يعبر بالانتقال من حال إلى حال . * ومـوت الرجل يعبر بتـوبته ورجـوعه إلى الله ، لأن المـوت رجـوع إلى الله . * والزرع والحرث بالعمل . * والكلب عدو ضعيف كثير الصخب . * والأسد رجل قاهر مسلط . والثعلب يعبر برجل غادر ماكر محتال مراوغ عن الحق . * وكل زيادة محمـودة في أعضاء الجسم فزيادة خير، وكل زيادة متجاوزة للحد في ذلك فشر. * وكل صعـود وارتفاع فمحمـود، وكل سقـوط وخرور من علـوإلى أسفل فمذمـوم .
سادساً : من اللغة ومعانيها :
فالسنُّ رمزٌ لسنِ الإنسان، أي: عمره. فقلع ضرسٍ ، أو سنٍّ أو ناب يدل على وفاة قريب أو شخص تعرفه.
الفك العلـوي للرجال والسفلي للنساء {الرجال قـوّامـون على النساء} وإذا كان القلع يدل على المـوت فإن التركيب يدلُّ على الـولادة أو الحمل.
سابعاً : من الأمثال السائدة :
فاليد الطـويلة تدلُّ على معروف وخير، كما قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته:
[أولكن لحـوقاً بي أطـولكنَّ يداً] أي أكرمكنَّ وأكثركن صدقة. فكانت زينب رضي الله عنها.
والزرع والحرث يدل على العمل .
والخروج من الأبـواب الضيقة يعبر بالفرج والنجاة.
وقـول ابراهيم عليه السلام لإسماعيل " غيّر أسكفة الباب " أي طلق زوجتك وقـول لقمان لابنه " بدل فراشك " يعني زوجتك
ثامناً : بضد الشيء ( بعكسه ) :
فالبكاء قد يؤول بالفرح "أقرَّ الله عينيك" أي أبكاك بدمع بارد ولا يكـون إلا عند الفرح
والضحك قد يدل على الحزن لقـولهم "شر البلية ما يضحك" وهكذا.
والحجامة على انها صك وشرط ، والطاعـون حرب والحرب طاعـون ، وفي السل عدو والعدو سيل ، والجراد جند والجند جراد الى غير ذلك
تاسعاً : إختلاف الرؤبا :
الرؤيا يختلف تعبيرها بإختلاف الاشخاص وباختلاف العصـور والبيئات والظروف فليس
الرجل الصالح كالفاسق في التعبير ، وليس المرأة كالرجل
فالأذان قد يدل على الحج أخذاً من قـوله تعالى {وأذن في الناس بالحج}
والأذان قد يدل على السرقة أخذاً من قـوله تعالى [ثم أذن مؤذّن أيتها العير إنكم لسارقـون]
.. فإذا كان السائل من أهل الاستقامة كان التأويل بالحج
4/ الرؤيا قد يتأخر وقـوعها :
قيل لجعفر بن محمد : كم تتأخر الرؤيا قال رأى رسـول الله صلى الله عليه وسلم كأن كلبا أبقع يلغ في دمه فكان شمر بن ذي الجـوشن قاتل الحسين رضي الله عنه , وكان أبرص أخزاه الله , وكان تأويل الرؤيا بعد خمسين سنة .
5/ الفرق بين الرؤى والاحلام :
هناك خلط من الناس بين الرؤى والاحلام فالرؤيا من الله والحلم من الشيطان .
والرؤيا من الله تبشير أو تحذير .
أما الحلم فهـو من الشيطان يلقيها في مخيلة الانسان ،ليحزنه ويلبس عليه في دينه ويصده عن فعل الصلاح .
6/ الفرق بين الاحلام وأضغاث الاحلام :
الاحلام صـور وأخيلة يمليها الشيطان على الانسان ليحزنه ويلبس عليه دينه ويصده عن فعل الخير .
أما أضغاث الاحلام فهي عبارة عن صـور وأخيلة لا رابط لها ولا ضابط ، يراها النائم فينزعج ويخاف وسميت أضغاث لانها خليط من الصـور والاخيلة
بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس مع أناس من أصحاب رسـول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب وجماعة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم فالتفت إليهم فقال : إني سائلكم عن خصال فأخبروني بها : أخبروني عن الرجل بينما هـو يذكر الشيء إذ نسيه , وعن الرجل يحب الرجل ولم يلقه وعن الرؤيتين إحداهما حق والأخرى أضغاث , وعن ساعة من الليل ليس أحد إلا وهـو فيها مروع وعن الرائحة الطيبة مع الفجر فسكت القـوم فقال : ولا أنت يا أبا الحسن
فقال بلى والله إن عندي من ذلك لعلما : أما الرجل بينما هـو يذكر الشيء إذ نسيه فإن على القلب طخاء كطخاء القمر فإذا سري عنه ذكر , وإذا أعيد عليه نسي وغفل .
وأما الرجل يحب الرجل ولم يلقه فإن الأرواح أجناد مجندة , فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف .
وأما الرؤيتان إن إحداهما حق والأخرى أضغاث , فإن في ابن آدم روحين , فإذا نام خرجت روح فأتت الحميم والصديق والبعيد والقريب والعدو فما كان منها في ملكـوت السمـوات فهي الرؤيا الصادقة , وما كان منها في الهـواء فهي الأضغاث . وأما الروح الأخرى فللنفس والقلب .
وأما الساعة من الليل التي ليس فيها أحد إلا وهـو فيها مروع فإن تلك الساعة التي يرتفع فيها البحر يستأذن في تغريق أهل الأرض فتحسه الأرواح فترتاع لذلك .
وأما الريح الطيبة مع الفجر إذا طلع خرجت ريح من تحت العرش حركت الأشجار في الجنة فهي الرائحة الطيبة خذها يا عمر .
قال الجـوهري : قال أبـو عبيد : الطخاء بالمد السحاب المرتفع يقال أيضا وجدت على قلبي طخاء وهـو شبه الكرب . قال اللحياني : ما في السماء طخية بالضم أي شيء من سحاب . قال : وهـو مثل الطحرور والطخاء , فممدود الليلة المظلمة , وتكلم بكلمة طخياء لا تفهم .
7/أقسام الرؤى والاحلام :
تنقسم الرؤى والاحلام الى ثلاثة أقسام كما جا في الصحيح قـوله صلى الله عليه وسلم (الرؤيا ثلاثة :
فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ،ورؤيا تحزين من الشيطان ،ورؤيا مما يحدث المرء نفسه )
8/الرؤيا الصالحة:
الرؤيا الصالحة فد تُسر صاحبها ،وقد تسـوءه ،وقد تأتي كفلق الصبح ، وقد تكـون صريحة لا تُتعب المعبر ،وقد تكـون رمزية تحتاج الى إعمال الفكر كرؤيا يـوسف عليه السلام ،ورؤيا الملك
عن ابن عباس قال كشف رسـول الله صلى الله عليه وسلم عن الستارة والناس صفـوف خلف أبي بكر فقال (أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبـوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركـوع فعظمـوا فيه الرب وأما السجـود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ).
عن أنس بن مالك أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال (الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبـوة )
وعن عبادة بن الصامت قال سألت رسـول الله صلى الله عليه وسلم عن قـوله تبارك وتعالى "لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة" فقال (هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ).
فإذا كانت الرؤيا حسنة صالحة استحب لرائيها أربعة أشياء : . أن يحمد الله تعالى عليها. . أن يستبشر بها . . أن يتحدث بها لمن يحب دون من يكره . . أن يفسرها تفسيرا حسنا صحيحا، لأن الرؤيا تقع على ما تفسر به .
9/ لا تكذب في رؤياك :
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من كذب في الرؤيا متعمدا كلف عقد شعيرة يـوم القيامة ).
و عنه ايضاً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كذب في الرؤيا متعمدا فليتبـوأ مقعده من النار )
10/إذا رأيت ما تكره:
عـوّد نفسك إذا أويت الى فراشك فأقرأ أية الكرسي .
عـوّد نفسك أن تقرأ بالايتين من آخر سـورة البقرة .
لا تنسى دعاء النـوم .
إجمع كفيك ثم انفث فيهما وأقرأ سـورة الاخلاص والفلق والناس ، إفعل ذلك ثلاث مرات .
فرغ ذهنك من كل شـواغل الدنيا وهمـومها .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال )إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبـوة قال وقال الرؤيا ثلاثة فالرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل والرؤيا تحزينا من الشيطان والرؤيا من الشيء يحدث به الإنسان نفسه فإذا رأى أحدكم ما يكره فلا يحدثه أحدا وليقم فليصل قال وأحب القيد في النـوم وأكره الغل القيد ثبات في الدين (.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبـوة فمن رأى خيرا فليحمد الله عليه وليذكره ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله من شر رؤياه ولا يذكرها فإنها لا تضره (.
وفي رواية (ومن رأى سـوى ذلك فإنما هـو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها أحدا ).
11/أشياء الغالب تعبيرها بالاتي
1. الأذان بالحج، إذا رآه رجل صالح وفي أشهر الحج، وقد يؤول بالسرقة وقطع اليد: "فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقـون"، وقد يعبَّر بعمل صالح فيه شهرة.
2. المرأة تعبر بالدنيا.
3. الطائر الذي يخرج من الرأس بعد حلقه بالروح.
4. حل الإزار بالزواج.
5. فَرْج المرأة بالأرض.
6. عتبة الدار بالزوجة.
7. سقـوط الأضراس بمـوت الأبناء والإخوان والأنداد.
8. الخاتم بالمرأة.
9. أشياء تؤول بضدها: الضحك، البكاء، الغلبة في المصارعة.
12/ما يستحب في الرؤيا
يستحب في الرؤيا ما يأتي:
1. اللبن ويؤول بالفطرة وبالعِلْم.
2. الخضرة.
3. الطيب، ويؤول بالثناء الحسن والعيش الحسن، خاصة الطيب الأسـود كالمسك.
4. الثياب البيض.
5. القيد في الأرجل، ويؤول بالثبات في الدين.
6. قطع النهر، ويؤول بتجاوز بلاء وفتنة وأمر صعب....الخ
13/ما يكره في الرؤيا
1. الماء والغرق، يؤول بالفتنة وبالنار.
2. الغل إلى العنق.
3. ركـوب البعير، إن لم ينزل عنه يؤول بالمـوت ....الخ
14/تأويل الرؤيا على الغير:
وربما ترى الرؤيا ويعـود تأويلها إلى أخيك أو صديقك ، أو أحد أقاربك ، أو من له علاقة بك ، ويكـون ذلك إذا كانت الرؤيا لا تليق بك معانيها، ولا يمكن أن ينال مثلك مـوجبها، ويكـون صاحبك أحق بها منك ، كدلالة المـوت مثلا لا تنقل عن صاحبها إلا أن يكـون سليم الجسم في اليقظة وشريكه مريضا، فيكـون لمرضه أولى بها لدنؤ من المـوت . وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النـوم مبايعة أبي جهل له ، فكان ذلك لابنه عكرمة فلما أسلم ، قال صلى الله عليه وسلم "هـو هذا" ورأى لأسيد بن العاص ولاية مكة، فكان لابنه عتاب بن أسيد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم مكة.
15/المشكل والغريب من الرؤيا :
يقـول المناوي في شرح ألفية ابن الـوردي : إعلم أن الرؤيا إن علمت وفهمت من أولها إلى آخرها فتاويلها سهل ، وإن علم بعضها وفهم ، وأشكل البعض فيعبرماعلم ، ويفحص عن الباقي بعضا فبعضا، فإن صارت أبعاضا مفهـومة فذلك ، وإن لم تفهم كلها نظر في المناسبة بين أجزائها فإن كان لها مناسبة استدل بتلك المناسبة من بعضها لبعض ، ويدقق النظر في استنباط تأويلها، وإن كانت الرؤيا غريبة نادرة لم يقع مثلها فلا يتجاسر، ولا يبادر في تعبيرها، بل يتـوقف فيها حتى يظهر عاقبتها . وأخيرا فلكي تصيرحاذقأ في تعبيررؤياك فلابد لك من حفظ الأصـول الصحيحة ووجـوهها واختلافها المستنبطة بدلالات القرآن والسنة والمعاني والأسماء ، والقدرة على تأليف هذه الأصـول بعضها إلى بعض لتستخرج معنى واضحا مستقيما.
16/تعبير الرؤيا :
الرؤيا تأتي على ما مضى وخلا وفرط وانقضى ، فتذكر الغافل بما أسلف ، والعاصي بما فرّط ، أو بتـوبة قد تأخرت ، وقد تأتي بما يعيش فيه الانسان ، وقد تأتي عن المستقبل ، فتأتي بخبر سيأتي خير أو شر ، كالمـوت والمطر والغنى والفقر والعز والذل والشدة والرخاء.
17/إذا لم تستطع تعبير رؤياك :
إذا لم تستطع بعد ذلك كله تعبير رؤياك ما عليك إلا ان تستعين بالله أولا أو باحد المعبرين .
والله أعلى وأعلم
إن الرؤى التي يراها الإنسان في منامه هي انعكاس لما وقع في حياته من خير أو شر ، وتعبير عما يجـول في نفسه من دوافع ورغبات ، بل هي وسيلة لتهيئة نفسه لما سيقع من خير أو شر ،والرؤى أيضاً وسيلة من وسائل قراءة ما في الغيب من الأمـور التي يختارها الله له على أي نحـو .
والملاحظ كثرة المنتديات التي تحاول تفسير الأحلام ، وقد يستطيع الإنسان أن يُفسر رؤياه بنفسه .
وهذه بعض الـوسائل المعينة لتفسير الأحلام والرؤى تفسيرا صحيحا يمكن إتباعها :
1/ أتق الله في اليقظة وأحسن ،وأعلم أخي أنه ليس كل رؤيا تُفسر:
فهذا إمام أهل التأويل ابن سيرين كان يُسأل عن مائة رؤيا من تفسير القرآن الكريم فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقـول : اتق الله وأحسن في اليقظة , فإنه لا يضرك ما رأيت في النـوم وكان يجيب في خلال ذلك ويقـول : إنما أجيبه بالظن , والظن يخطئ ويصيب .
2/ حدد ما هـو الحدث المهم في الحلم:
ضع يدك - من الرؤيا - على المهم منها - أو الذي تراه يرمز إلى أي من أمـور الـواقع - أو ما تعلقت أمثاله ببشارة أو نذارة ، أو تنبيه ، أو منفعة في الدنيا أو في الأخرة، واطرح ما سـوى ذلك من الحشـو والخلط والأمـور التي لا تنتظم والتي لا معنى لها .
3/ حلل ما رأيته مستنبطا بدلالة أصـول التعبير الاتية :
أولاً : القرآن الكريم :
أعرض الرؤيا على كتاب الله فقد تجد تأويلها في بعض آياته مثل: اللباس الجديد قد يكـون بشرى بزواج، لقـوله تعالى: [هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن]،والحبل تعبره بالعهد، لقـوله سبحانه( واعتصمـوا بحبل الله ".
* والسفينة تعبرها بالنجاة لقـوله تعالى( إنا نجيناه وأصحاب السفينة". " والخشب تعبره بالنفاق لقـوله عزوجل ( كانهم خشب مسندة )"
* والحجارة تعبرها بالقسـوة لقـوله جل ذكره ( هي كالحجارة أو أشد قسـوة) "
* والطفل الرضيع تعبره بالعدو لقـوله تعالى ( فالتقطه آل فرعـون ليكـون له عدوا وحزنا"
* والرماد تعبره بالعمل الباطل لقـوله تعالى ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح "
* والماء يعبر بالفتنة لقـوله تعالى ( لأسقيناهم ماءا غدقا لنفتنهم فيه) "
وأكل اللحم النيء يعبر بالغيبة لقـوله تعالى ( أيحب أحدكم أن يكل لحم أخيه ميتأ" .
* والنعاس يعبر بالأمن لقـوله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)
* والبقل والقثاء والفـوم والعدس والبصل يعبرلمن أخذه بانه قد استبدل شيئا أدنى بما هـو خير منه من مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار لقـوله تعالى ( فأدع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثاءها وفـومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلـون الذي هـو أدنى بالذى هـوخير)
* والشجرة الطيبة تعبربالكلمة الطيبة، والخبيثة بالكلمة الخبيثة لقـوله تعالى ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. . .) " الأية
* والبستان يدل على العمل ، واحتراقه يدل على حبـوطه ، لقـوله تعالى ( فاصابه إعصار فيه نار فاحترقت )
والبيض يعبربالنساء لقـوله تعالى ( كانهن بيض مكنـون )،، وكذلك اللباس لقـوله سبحانه وتعالى (هن لباس لكم) " * والنـور يعبر بالهدى ، والظلمة بالضلال ( يخرجهم من الظلمات إلى النـور) "
وهكذا ..
ثانياً : الحديث الشريف :
وكذلك تعرض الرؤى على ما جاء في الأحاديث الشريفة.
* كالغراب يعبر بالرجل الفاسق لأن النبي صلى الله عليه وسلم( سماه فاسقا) .
* والفارة تعبر بالمرأة الفاسقة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماها فـويسقة .
* والضلع والقـوارير تعبر بالنساء لقـوله صلى الله عليه وسلم " المرأة خلقت من ضلع " وقـوله " ويحك يا أنجشه رويدا سـوقك بالقـوارير" .رواهما ا لشيخا ن . ، والقميص يعبر بالدين لقـوله صلى الله عليه وسلم "رأيت الناس عرضـوا علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي عمر
بن الخطاب وعليه قميص يجتره " ، قالـوا : فما أولته يارسـول الله قال : " الدين " أخرجه الشيخان . *
* واللبن يعبر بالعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوله بالعلم ، ويعبر بالفطرة لحديث الإسراء . *
* والمرأة السـوداء الثائرة الرأس تعبر بالـوباء لقـوله صلى الله عليه وسلم : " رأيت كأن امرأة سـوداء ثائره الرأس خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة - وهى الجحفة - فأولت أن وباء المدينة نقل إليها)ا رواه البخاري . " *والغيث يعبر بالهدى والعلم لقـوله صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث . . . " الحديث متفق عليه .
* والصراط المستقيم يعبر بالإسلام ، والأسـوار تعبر بحدود الله ، والأبـواب المفتحة محارم الله لحديث النـواس : "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سـوران فيهما أبـواب مفتحة، وعلى الأبـواب ستـور مرخاة، وعلى باب الصراط داع ، الحديث رواه أحمد والترمذي وغيرهما . " والدار تعبر بالجنة ، والمأدبة تعبر أيضا بالإسلام ، والداعي الذي يدعـو إلى المادبة محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أجاب الداعي ودخل الدار، فتلك الرؤيا بشارة له بالجنة - إن شاء الله - لحديث البخاري : "جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهـو نائم . . وفيه : مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مادبة وبعث داعيا ، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المادبة ، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم ياكل من المادبة ا .
* والإبل تعبر بالعز، والغنم بالبر كة، والخيل بالخير لحديث ابن ماجه : "الإبل عز لأهلها، والغنم بركة ، والخير معقـود في نـواصي الخيل إلى يـوم القيامة" . *
* والكلب يعـود في قيئه يعبر برجل يعـود في هبته للحديث المتفق على صحته "العائد في هبته كالكلب يعـود في قيئه ) . *
* والأترجة تعبر بالمؤمن الذي يقرأ القران. والتمرة بالمؤمن الذي لايقرم القرآن . والريحانة بالمنافق الذي يقرأ القران . والحنظلة بالمنافق الذي لا يقرأ القرآن . لقـوله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القران كمثل التمرة : لا ريح لها وطعمها حلـو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثلإ المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : ليس لها ريح وطعمها مر" متفق عليه .
* والظلم يعبر بالظلمات والعكس ، والشح بالهلاك وسفك الدماء لقـوله صلى الله عليه وسلم : "اتقـوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يـوم القيامة، واتقـوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكـوا دمائهم ، واستحلـوا محارمهم " رواه مسلم .
* والنخلة تعبربالمسلم لقـوله صلى الله عليه وسلم : "إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم ، حدثوني ماهي قال ابن عمر: فـوقع الناس في شجر البـوادي ، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالـوا : حدثنا ماهي يارسـول الله قال : هي النخلة" متفق عليه. *
* وحامل المسك يعبر بالجليس الصالح ، ونافخ الكيريعبر بالجليس السؤ للحديث المتفق عليه "مثل الجليس الصالح والجليس السؤ،.
ثالثاً : تأويلات الصحابة :
فالصحابة أعلام الهدى قد ألهمهم الله الرشد ، ومدهم بنـور البصيرة ،وكان من أبرزهم أبـو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
رابعاً : بظاهر الاسم :
فمثلاً اسم فاضل يدلُّ على الفضل، وراشد يدل على الرشد ،وسعيد بالسعادة الى غير ذلك من الاسماء
خامساً : دلالة المعنى ، أو وصفه :
فالياسمين والـورد قد يدلان على قلة البقاء أو قصر العمر لذبـولهما بسرعة.
والنار تعبربالفتنة ، لأن النار تقسد كل ما تمر عليه وتتصل به ، وكذلك الفتنة . والنجـوم بالعلماء، لحصـول هداية أهل الأرض بها . * والحديد وأنـواع السلاح يعبران بالقـوة والنصر. * والرائحة الطيبة تعبربالثناء الحسن وطيب القـول والعمل . * والرائحة الخبيثة بالعكس . * والديك رجل عالي الهمة بعيد الصيت . * والحية عدو أو صاحب بدعة يهلك بسمه .
*وخروج المريض من داره ساكتا يعبر بمـوته ، ومتكلما يعبر بحياته . * والخروج من الأبـواب الضيقة يعبر بالفرج والنجاة . * والسفر من مكان إلى مكان يعبر بالانتقال من حال إلى حال . * ومـوت الرجل يعبر بتـوبته ورجـوعه إلى الله ، لأن المـوت رجـوع إلى الله . * والزرع والحرث بالعمل . * والكلب عدو ضعيف كثير الصخب . * والأسد رجل قاهر مسلط . والثعلب يعبر برجل غادر ماكر محتال مراوغ عن الحق . * وكل زيادة محمـودة في أعضاء الجسم فزيادة خير، وكل زيادة متجاوزة للحد في ذلك فشر. * وكل صعـود وارتفاع فمحمـود، وكل سقـوط وخرور من علـوإلى أسفل فمذمـوم .
سادساً : من اللغة ومعانيها :
فالسنُّ رمزٌ لسنِ الإنسان، أي: عمره. فقلع ضرسٍ ، أو سنٍّ أو ناب يدل على وفاة قريب أو شخص تعرفه.
الفك العلـوي للرجال والسفلي للنساء {الرجال قـوّامـون على النساء} وإذا كان القلع يدل على المـوت فإن التركيب يدلُّ على الـولادة أو الحمل.
سابعاً : من الأمثال السائدة :
فاليد الطـويلة تدلُّ على معروف وخير، كما قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته:
[أولكن لحـوقاً بي أطـولكنَّ يداً] أي أكرمكنَّ وأكثركن صدقة. فكانت زينب رضي الله عنها.
والزرع والحرث يدل على العمل .
والخروج من الأبـواب الضيقة يعبر بالفرج والنجاة.
وقـول ابراهيم عليه السلام لإسماعيل " غيّر أسكفة الباب " أي طلق زوجتك وقـول لقمان لابنه " بدل فراشك " يعني زوجتك
ثامناً : بضد الشيء ( بعكسه ) :
فالبكاء قد يؤول بالفرح "أقرَّ الله عينيك" أي أبكاك بدمع بارد ولا يكـون إلا عند الفرح
والضحك قد يدل على الحزن لقـولهم "شر البلية ما يضحك" وهكذا.
والحجامة على انها صك وشرط ، والطاعـون حرب والحرب طاعـون ، وفي السل عدو والعدو سيل ، والجراد جند والجند جراد الى غير ذلك
تاسعاً : إختلاف الرؤبا :
الرؤيا يختلف تعبيرها بإختلاف الاشخاص وباختلاف العصـور والبيئات والظروف فليس
الرجل الصالح كالفاسق في التعبير ، وليس المرأة كالرجل
فالأذان قد يدل على الحج أخذاً من قـوله تعالى {وأذن في الناس بالحج}
والأذان قد يدل على السرقة أخذاً من قـوله تعالى [ثم أذن مؤذّن أيتها العير إنكم لسارقـون]
.. فإذا كان السائل من أهل الاستقامة كان التأويل بالحج
4/ الرؤيا قد يتأخر وقـوعها :
قيل لجعفر بن محمد : كم تتأخر الرؤيا قال رأى رسـول الله صلى الله عليه وسلم كأن كلبا أبقع يلغ في دمه فكان شمر بن ذي الجـوشن قاتل الحسين رضي الله عنه , وكان أبرص أخزاه الله , وكان تأويل الرؤيا بعد خمسين سنة .
5/ الفرق بين الرؤى والاحلام :
هناك خلط من الناس بين الرؤى والاحلام فالرؤيا من الله والحلم من الشيطان .
والرؤيا من الله تبشير أو تحذير .
أما الحلم فهـو من الشيطان يلقيها في مخيلة الانسان ،ليحزنه ويلبس عليه في دينه ويصده عن فعل الصلاح .
6/ الفرق بين الاحلام وأضغاث الاحلام :
الاحلام صـور وأخيلة يمليها الشيطان على الانسان ليحزنه ويلبس عليه دينه ويصده عن فعل الخير .
أما أضغاث الاحلام فهي عبارة عن صـور وأخيلة لا رابط لها ولا ضابط ، يراها النائم فينزعج ويخاف وسميت أضغاث لانها خليط من الصـور والاخيلة
بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالس مع أناس من أصحاب رسـول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب وجماعة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم فالتفت إليهم فقال : إني سائلكم عن خصال فأخبروني بها : أخبروني عن الرجل بينما هـو يذكر الشيء إذ نسيه , وعن الرجل يحب الرجل ولم يلقه وعن الرؤيتين إحداهما حق والأخرى أضغاث , وعن ساعة من الليل ليس أحد إلا وهـو فيها مروع وعن الرائحة الطيبة مع الفجر فسكت القـوم فقال : ولا أنت يا أبا الحسن
فقال بلى والله إن عندي من ذلك لعلما : أما الرجل بينما هـو يذكر الشيء إذ نسيه فإن على القلب طخاء كطخاء القمر فإذا سري عنه ذكر , وإذا أعيد عليه نسي وغفل .
وأما الرجل يحب الرجل ولم يلقه فإن الأرواح أجناد مجندة , فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف .
وأما الرؤيتان إن إحداهما حق والأخرى أضغاث , فإن في ابن آدم روحين , فإذا نام خرجت روح فأتت الحميم والصديق والبعيد والقريب والعدو فما كان منها في ملكـوت السمـوات فهي الرؤيا الصادقة , وما كان منها في الهـواء فهي الأضغاث . وأما الروح الأخرى فللنفس والقلب .
وأما الساعة من الليل التي ليس فيها أحد إلا وهـو فيها مروع فإن تلك الساعة التي يرتفع فيها البحر يستأذن في تغريق أهل الأرض فتحسه الأرواح فترتاع لذلك .
وأما الريح الطيبة مع الفجر إذا طلع خرجت ريح من تحت العرش حركت الأشجار في الجنة فهي الرائحة الطيبة خذها يا عمر .
قال الجـوهري : قال أبـو عبيد : الطخاء بالمد السحاب المرتفع يقال أيضا وجدت على قلبي طخاء وهـو شبه الكرب . قال اللحياني : ما في السماء طخية بالضم أي شيء من سحاب . قال : وهـو مثل الطحرور والطخاء , فممدود الليلة المظلمة , وتكلم بكلمة طخياء لا تفهم .
7/أقسام الرؤى والاحلام :
تنقسم الرؤى والاحلام الى ثلاثة أقسام كما جا في الصحيح قـوله صلى الله عليه وسلم (الرؤيا ثلاثة :
فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ،ورؤيا تحزين من الشيطان ،ورؤيا مما يحدث المرء نفسه )
8/الرؤيا الصالحة:
الرؤيا الصالحة فد تُسر صاحبها ،وقد تسـوءه ،وقد تأتي كفلق الصبح ، وقد تكـون صريحة لا تُتعب المعبر ،وقد تكـون رمزية تحتاج الى إعمال الفكر كرؤيا يـوسف عليه السلام ،ورؤيا الملك
عن ابن عباس قال كشف رسـول الله صلى الله عليه وسلم عن الستارة والناس صفـوف خلف أبي بكر فقال (أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبـوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركـوع فعظمـوا فيه الرب وأما السجـود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ).
عن أنس بن مالك أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال (الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبـوة )
وعن عبادة بن الصامت قال سألت رسـول الله صلى الله عليه وسلم عن قـوله تبارك وتعالى "لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة" فقال (هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ).
فإذا كانت الرؤيا حسنة صالحة استحب لرائيها أربعة أشياء : . أن يحمد الله تعالى عليها. . أن يستبشر بها . . أن يتحدث بها لمن يحب دون من يكره . . أن يفسرها تفسيرا حسنا صحيحا، لأن الرؤيا تقع على ما تفسر به .
9/ لا تكذب في رؤياك :
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من كذب في الرؤيا متعمدا كلف عقد شعيرة يـوم القيامة ).
و عنه ايضاً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كذب في الرؤيا متعمدا فليتبـوأ مقعده من النار )
10/إذا رأيت ما تكره:
عـوّد نفسك إذا أويت الى فراشك فأقرأ أية الكرسي .
عـوّد نفسك أن تقرأ بالايتين من آخر سـورة البقرة .
لا تنسى دعاء النـوم .
إجمع كفيك ثم انفث فيهما وأقرأ سـورة الاخلاص والفلق والناس ، إفعل ذلك ثلاث مرات .
فرغ ذهنك من كل شـواغل الدنيا وهمـومها .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال )إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبـوة قال وقال الرؤيا ثلاثة فالرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل والرؤيا تحزينا من الشيطان والرؤيا من الشيء يحدث به الإنسان نفسه فإذا رأى أحدكم ما يكره فلا يحدثه أحدا وليقم فليصل قال وأحب القيد في النـوم وأكره الغل القيد ثبات في الدين (.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبـوة فمن رأى خيرا فليحمد الله عليه وليذكره ومن رأى غير ذلك فليستعذ بالله من شر رؤياه ولا يذكرها فإنها لا تضره (.
وفي رواية (ومن رأى سـوى ذلك فإنما هـو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا يخبر بها أحدا ).
11/أشياء الغالب تعبيرها بالاتي
1. الأذان بالحج، إذا رآه رجل صالح وفي أشهر الحج، وقد يؤول بالسرقة وقطع اليد: "فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقـون"، وقد يعبَّر بعمل صالح فيه شهرة.
2. المرأة تعبر بالدنيا.
3. الطائر الذي يخرج من الرأس بعد حلقه بالروح.
4. حل الإزار بالزواج.
5. فَرْج المرأة بالأرض.
6. عتبة الدار بالزوجة.
7. سقـوط الأضراس بمـوت الأبناء والإخوان والأنداد.
8. الخاتم بالمرأة.
9. أشياء تؤول بضدها: الضحك، البكاء، الغلبة في المصارعة.
12/ما يستحب في الرؤيا
يستحب في الرؤيا ما يأتي:
1. اللبن ويؤول بالفطرة وبالعِلْم.
2. الخضرة.
3. الطيب، ويؤول بالثناء الحسن والعيش الحسن، خاصة الطيب الأسـود كالمسك.
4. الثياب البيض.
5. القيد في الأرجل، ويؤول بالثبات في الدين.
6. قطع النهر، ويؤول بتجاوز بلاء وفتنة وأمر صعب....الخ
13/ما يكره في الرؤيا
1. الماء والغرق، يؤول بالفتنة وبالنار.
2. الغل إلى العنق.
3. ركـوب البعير، إن لم ينزل عنه يؤول بالمـوت ....الخ
14/تأويل الرؤيا على الغير:
وربما ترى الرؤيا ويعـود تأويلها إلى أخيك أو صديقك ، أو أحد أقاربك ، أو من له علاقة بك ، ويكـون ذلك إذا كانت الرؤيا لا تليق بك معانيها، ولا يمكن أن ينال مثلك مـوجبها، ويكـون صاحبك أحق بها منك ، كدلالة المـوت مثلا لا تنقل عن صاحبها إلا أن يكـون سليم الجسم في اليقظة وشريكه مريضا، فيكـون لمرضه أولى بها لدنؤ من المـوت . وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النـوم مبايعة أبي جهل له ، فكان ذلك لابنه عكرمة فلما أسلم ، قال صلى الله عليه وسلم "هـو هذا" ورأى لأسيد بن العاص ولاية مكة، فكان لابنه عتاب بن أسيد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم مكة.
15/المشكل والغريب من الرؤيا :
يقـول المناوي في شرح ألفية ابن الـوردي : إعلم أن الرؤيا إن علمت وفهمت من أولها إلى آخرها فتاويلها سهل ، وإن علم بعضها وفهم ، وأشكل البعض فيعبرماعلم ، ويفحص عن الباقي بعضا فبعضا، فإن صارت أبعاضا مفهـومة فذلك ، وإن لم تفهم كلها نظر في المناسبة بين أجزائها فإن كان لها مناسبة استدل بتلك المناسبة من بعضها لبعض ، ويدقق النظر في استنباط تأويلها، وإن كانت الرؤيا غريبة نادرة لم يقع مثلها فلا يتجاسر، ولا يبادر في تعبيرها، بل يتـوقف فيها حتى يظهر عاقبتها . وأخيرا فلكي تصيرحاذقأ في تعبيررؤياك فلابد لك من حفظ الأصـول الصحيحة ووجـوهها واختلافها المستنبطة بدلالات القرآن والسنة والمعاني والأسماء ، والقدرة على تأليف هذه الأصـول بعضها إلى بعض لتستخرج معنى واضحا مستقيما.
16/تعبير الرؤيا :
الرؤيا تأتي على ما مضى وخلا وفرط وانقضى ، فتذكر الغافل بما أسلف ، والعاصي بما فرّط ، أو بتـوبة قد تأخرت ، وقد تأتي بما يعيش فيه الانسان ، وقد تأتي عن المستقبل ، فتأتي بخبر سيأتي خير أو شر ، كالمـوت والمطر والغنى والفقر والعز والذل والشدة والرخاء.
17/إذا لم تستطع تعبير رؤياك :
إذا لم تستطع بعد ذلك كله تعبير رؤياك ما عليك إلا ان تستعين بالله أولا أو باحد المعبرين .
والله أعلى وأعلم