الجـوع: فإنّه ذهاب مال وحرص في طلب معاش. والشبع: تحصيـل المعاش وعـود المال. والأكل: يختلف في أحـواله. وقال بعضهمِ الجـوع خير من الشبع، والري خير من العطش. وقيل من رأى أنّه جائع أصاب خيراً، ويكـون حريصاً. ومن رأى أنّ غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقـوله تعالى: " لَقَدْ لَقينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَا " . فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار، فإنه يستريح من تعب. فإن دعاه في العشاء فإنّه يخدع رجلاً ويمكر به قبل أن يخدعه هـو. ومن رأى أنّه أكل طعاماً وانهضم، فإنّه يحرص على السعي في حرفته. ومن رأى أنّه أكل لحم نفسه، فإنّه يأكل من مدخور ماله ومكنـوزِه. فإنَّ أكل لحم غيره، فإن أكله نيئاً يغتابه أو أحد أقربائه، وإن أكله مطبـوخاً أو مشـوياً فإنّه يأكل رأس مال غيره. فإن رأى كأنّه يعض لحم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض فإنّه رجل لماز. وأكل المرأة لحم المرأة مساحقة أو مغالبة. وأكل المرأة لحم نفسها دليل على أنّها تزني وتأكل كد فرجها. وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل لحم المرأة، وكذلك أكل لحم الشاب أقـوى في التأويل من أكل لحم الشيخ. فإن رأى أنّه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه، وربما دلت هذه الرؤيا على تعـود صاحبها السكـوت وكظم الغيظ والدمداراة.