يجري هذا التفسير على خصومة الرائي مع (أبيه ، أمه ، زوجته أو أخته ، أخيه).
العلاقات العائلية عادة ما تكون مشحونة بالتوتر و أسبابها مختلفة لذلك نجد أنفسنا في الحلم نتشاجر مع أقرب الناس إلينا و لا يصف الحلم أي نوع من أنواع العداوة و لكنه يمتص غضب الرائي و يحتويه .
نرى أحيانا في المنام كأننا نضرب إخوتنا أو نعنف قريبا أو نشتمه بألفاظ لا تليق أو نسبه على الملأ ، هذا الصنف من الأحلام يعبر عن طاقتنا السلبية التي نعجز عن تصريفها في اليقظة و لكن الأحلام تسمح لنا أن نأتي بتلك التصرفات لأن لغة الحلم أو إطاره خالية من نواميس و أعراف اليقظة و ليس في المنام لوم و لا عقاب فنحن نفعل ما نشاء ولا ننتظر أي عقاب ، عكس اليقظة التي تحكمها أعراف و أخلاق و قوانين و دين .
الشجار أو الخصومة مع الأب و الأم يعبر عن حاجة الرائي إلى المزيد من عنايتهم و رعايتهم و كلما كان العراك مشتدا معهما أو عنيفا دل على محبة جارفة بقدر ذلك العنف و الضرب إذا ظهر في حلم الخصام مع الأبوين هو في التأويل منفعة أو فائدة يصيبها الرائي منهما أو من أحدهما و العراك العنيف مع الإخوة يعبر كذلك عن علاقة قوية بينهما و الخلاف مع الإخوة في المنام يؤول بالصلح و التفاهم .
الشجار بين الزوجة و الزوج في المنام
غالبا ما ترى المرأة المتزوجة كأنها في خصومة أو عراك مع زوجها أو أبنائها أو أحد أفراد الأسرة و خاصة والدة زوجها أو أخته و هذا على الأرجح من أحاديث النفس بمعنى أن الزوجة تشهد بالفعل خلافات مع زوجها و نظرا لعدم قدرتها على رد الفعل أو حسم المسائل في اليقظة فإنها تستعيد جميع جوانب الخصومة و أسبابها ثم يقوم عقلها الباطن بحسم الخلاف على النحو الذي تحبه الزوجة فالكلمات التي تعجز عن التلفظ بها في الواقع نجدها أول الكلمات التي تقولها في المنام و غالبا ما تكون نابية ، قاسية و عنيفة و غير أخلاقية بالمرة و لكنها ضرورية في الحلم لأنها تمتص الطاقة السلبية مثلما أشرنا سابقا و لعل الكثيرات من المتزوجات قد يلاحظن أنفسهن و قد سيطر عليهن الهدوء و الطمأنينة بعد حلم الخصومة أو العراك و السباب و الضرب أو الشتم .
الشجار و الخصومات أو العراك مع الأصدقاء
إذا رأيت في منامك كأنك في خصومة شديدة مع صديقك أو صديقتك فذلك تأويله حسن للغاية حتى و إن كان قد تخلل الخصومة تشابك بالأيدي أو ضرب لأن الحلم يعبر عن توافق بينكما أو حرص كل طرف على حماية الآخر و عونه فإذا كان بينكما خلاف في اليقظة فإن الحلم أو المنام يعبر عن صلح قريب لأن حلم الخصومة بين الأصدقاء و الأحبة من بين الرؤى التي يتم تأويلها على العكس شأنها في ذلك شأن حلم الضرب .
الشجار مع أهل الحي و الغرباء في المنام
قد يرى الشخص في منامه كأنه في خصومة عنيفة مع أهل حيه أو أناس غرباء عنه حتى وصل الأمر إلى سحب السكاكين أو العصي و استخدامها بشكل عشوائي قد يؤدي إلى إحداث أضرار خيل للرائي بأنها جسيمة أو قد أدت للموت مما يعرضه في المنام إلى الملاحقة و الهروب أو المساءلة القانونية ليجد نفسه أمام جريمة ، هذا الحلم في الواقع يترجم حياة الرائي المبعثرة و غير السوية و التي تستدعي مراجعة شاملة حتى يتسنى لصاحب المنام أن يتدارك أخطاءه و التي تكون عادة تجاه نفسه و لكن الحلم صورها تجاه الغرباء أو الآخرين الذين يشكلون مجرد رموز فبعضهم يدل على المشاعر و آخرون لهم دلالة القيم و الأخلاق و بعضهم يرمز لمبادئ معينة و يمكن الوصول إلى تلك المعاني من خلال الأسماء . يبقى أن نشير فقط أن الحلم لا يدل على أي حدث سيئ في المستقبل و لكنه يصور للرائي بعضا من تصرفاته العشوائية بشكل فضيع و بشع حتى يتسنى له مقاومة أهواء نفسه و كبت جماحها .
الخصومة أو العراك و الشجار مع الميت
الميت الغاضب في المنام يدل على عدم رضاه على أفعاله أو أعماله في الدنيا و الخصومة مع ميت غاضب في المنام تدل على وجود مشاكل أو أزمات في حياة الرائي لم تجد بعد طريقها للحل و الشجار مع شخص ميت عرف عنه الصلاح أو الخير يدل على أن الرائي يجانب الطريق القويم و يسعى إلى إلحاق الضرر بنفسه أو غيره و الخير في الرؤيا أن يصطلح الرائي مع الميت بعد خصومة أو عراك أو خلاف عنيف في الحلم .
الشجار مع الأب أو الأم المتوفية في المنام
إذا رأى شخص في منامه كأنه يتشاجر أو يتخاصم مع أمه أو أبيه المتوفى فذلك تأويله أنه لا يسير على نهجهما أو هو يسلك طريقا في الحياة غير الطريق التي ترضيهما . إن الشجار مع الأبوين الميتين في المنام له دلالات سلبية لذلك يجب على الرائي أن يراجع نفسه في مسائل عديدة و يبحث عن أخطائه و يحاول في كل مرة إصلاحها أو تجاوزها ، لأن الحلم في هذا الاتجاه يعد رسالة نفسية يتوجب تفحصها مليا وفهمها على النحو الصحيح .