البحر: أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملـوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والأرواح لقـوته وعظيم خطره وأخذه وعطائه وماله وعلمه ماؤه ومـوجه رجاله أو صـولاته أو حججه وأوامره وسمكه رعيته ورجاله أرزاقه وأمـواله أو مسائله وحكمه ودوابه قـواده وأعـوانه وتلاميذه وسفنه عساكره ومساكنه ونساؤه وأمناؤه وتجارته وحـوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه، وربما دل البحر على الدنيا وأهـوالها تعز واحداً وتمـوله وتفقر آخر وتقتله وتملكه اليـوم وتقتله غداً وتمهد له اليـوم وتصرعه بعده، وسفنه أسـواقها ومـواسمها وأسفارها الجارية تغني أقـواماً وتفقر آخرين، ورياحه أرزاقها وإقبالها وحـوادثها وطـوارقها وأسقامها وسمكه رزقها وحيـوانه، وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمـواجه ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقادتها وأهل البأس والسر فيها، وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصـوب عليها فناج ومخدوش مسلم ومكدوس وغريق في النار وأمـواجه زفيرها، فمن رأى نفسه في بحر أو رؤى له ذلك، فإن كان ميتأ فهـو في النار لقـوله تعالى " أغرقـوا فادخلـوا ناراً ". فكيف بالميت إن كان غريقاً، وإن كان مريضاً اشتدت به علته وعظم بحرانه، فإن غرق فيه مات من علته، وإن لم يكن مريضاً داخل سلطاناً إن كان ذلك في الصيف وفي هذه البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الأمـوال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء، فإن غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم تبحر فيما هـو فيه ومنه قـولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان، فإن مات شي غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلـوبه لاجتماع المـولد والغرق.
ومن رأى إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب أو يناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل في فتنة مهلكة، فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة، ومن أخذ من مائه فشربه أو اقتناه جمع مالاً من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحـوه.
ومن رأى أنه دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان، ومن قطع بحراً أو نهراً إلى الجانب الآخر قطع همساً وهـولاً أو خوفاً وسلم منه، وقيل من رأى البحر أصاب شيئاً كان يرجـوه.
ومن رأى أنه خاض البحر، فإنه يدخل في عمل الملك ويكـون منه على غرر، فإن شرب ماءه كله، فإنه يملك الدنيا ويطـول عمره ويصيب مثل مال الملك أو مثل سلطانه أو يكـون نظيره في ملكه، فإن شربه حتى روي منه، فإنه ينال من الملك مالاً يتمـول به مع طـول حياته وقـوته، فإن استقى منه، فإنه يلتمس من الملك عملاً ويناله بقدر ما استقى منه، فإن صبه في إناء، فإنه يجني مالاً كثيراً من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالاً والدولة أقـوى وأوسع وأدوم من البحر لأنها عطية الله.
ومن رأى أنه اغتسل من البحر، فإنه يكفر عنه ذنـوبه ويذهب همه بالملك، ومن بال في البحر، فإنه يقيم على الخطايا.
ومن رأى البحر من بعيد، فإنه يرى هـولاً، وقيل يقرب إليه شيء يرجـوه.
ورؤيا البحر هادئاً خير من أن تكـون أمـواجه مضطربة.
والمـوج شدة وعذاب لقـوله تعالى " غشيهم مـوج كالظلل " وقال تعالى " وحال بينهما المـوج ".
وحكي أن تاجراً رأى كأنه يمشي في البحر ففزع فزعاً شديداً لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر، فقال: إن كنت تريد السفر، فإنك تصيب خيراً، وذلك أن رؤياه تدل على ثبات أمـوره.
ورأى رجل كأن ماء البحر غاض حتى ظهرت حافتاه، فقصها على إبن مسعدة، فقال: بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة، فما كان إلا يسيراً حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان.
ومن رأى كأنه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالاً أو جارية أو علماً.
ومن رأى أن ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهـو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيـوت فأشرف أهلها على الغرق، فإنه يقع هناك فتنة عظيمة، والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لأن الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغياناً وقال إن الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة والمـوت في الغرق مـوت على الكفر.
وإن رأى الكافر إذا رأى أنه غرق في الماء، فإنه يؤمن لقـوله تعالى " حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت " الآية.
ومن رأى كأنه غرق وغاص في البحر، فإن السلطان يهلكه.
وإن رأى كأنه غرق وجعل يغـوص مرة ويطفـو مرة ويحرك يديه ورجليه، فإنه ينال ثروة ودولة.
وإن رأى كأنه خرج منه ولم يغرق، فإنه يرجع إلى أمر الدين، خصـوصاً إذا رأى على نفسه ثياباً خضراً، وقيل من رأى أنه مات غريقاً في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثيرة.
والمشي فـوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه، وقيل بل يتيقن أمراً هـو منه في شك، وقيل يسافر سفراً في خطر على تـوكل.
ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على رجل المسلط الذي لا يقدر عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه، والراكد منه أهـون مراماً وألطف أمراً ويدل على المحارب القاطع للطريق، فإن كان مسافراً قطع عليه الطريق لص أو أسد أو عقله عن سفره مطر أو سلطان أو صاحب مكس، وإن كان حاضراً نالته غمة وبلية لقـوله تعالى " مبتليكم بنهر ". وأما سلطان يقدم إليه سيما إن دخل فيه، فإما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه وجل أو منعه من الخلاص منه تياره فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدراً فهـو أشد في جميع ما يدل عليه، فإن قطعه وجاوزه أو خرج منه نجا من كل ما هـو فيه من الغم والأسقام، ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان.
وكل بحر أو نهر أو واد جف، فإنه ذهاب دولة من ينسب إليه، فإن عاد الماء عادت الدولة.
والبحيرة: تدل على إمرأة ذات يسار تحب المباشرة لأن البحيرة واقفة لا تجري وهي تقتل من يقع فيها ولا تدفعه.
أما السباحة: فمن رأى أنه يسبح في البحر وكان عالماً بلغ في العلم حاجته، فإن سبح في البر، فإنه يحبس وينال ضيقاً في محبسه ويمكث فيه بقدر صعـوبة السباحة أو سهـولتها وبقدر قـوته.
وإن رأى أنه يسبح في واد مستـوياً حتى يبلغ مـوضعاً يريده، فإنه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الـوادي، فإن خافه، فإنه يخاف سلطاناً كذلك، وإن نجا، فإنه ينجـو منه، وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها، فإنه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزاً وقـوة، وإن سبح على قفاه، فإنه يتـوب ويرجع عن معصية، ومن سبح وهـو يخاف، فإنه ينال خوفاً أو مرضاً أو حبساً وذلك بقدر بعده من البر، وإن ظن أنه لا ينجـو منه، فإنه يمـوت في ذلك الهم، وإن كان جريئاً في سباحته، فإنه يسلم من ذلك العمل.
وإن رأى سلطان أنه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب بمـوجه، فإنه يقاتل ملكاً من الملـوك، فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك الملك، وقيل إذا رأى الإنسان كأنه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نـومه فهـو خير من أن ينتبه وهـو في الماء يسبح، وقيل من رأى كأنه يسبح خاصم خصماً وغلب خصمه ونصر عليه.
والنهر الكبير: رجل منيع ذو سلطان ودخول السلطان إليه وصفاء الماء عدل السلطان ورجـوع الماء إلى وراء عزل السلطان وعلـو الماء فـوق المقدار علـو من ذلك السلطان فـوق مقداره وصعـوده السطح قهر السلطان رعيته وإخلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام إغارة السلطان على أمـوالهم وذهابه بالفرش سبيه لنسائهم وحفر النهر إصابة مال، وكذلك الماء فيه، وكذلك رؤية الرجل الماء في بستانه رزق يساق إليه لقـوله تعالى " نسـوق الماء إلى الأرض الجرز ".
ومن رأى أنه استقى من نهر فشرب أصاب مالاً من رجل خطير كقدر ذلك النهر.
ومن رأى أنه دخل نهراً فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار.
ومن رأى أنه قطع نهراً إلى الجانب الآخر قطع هماً أو هـولاً أو خوفاً وسلم منه إن كان فيه وحل.
وإن رأى كأنه وقع في ماء ثم خرج منه، فإنه يقع في حزن ثم يخرج منه.
وإن رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه، فإنه ينجـو من شر السلطان وينال ظفراً على الأعداء لقـوله تعالى " فلما جاوزه هـو والذين آمنـوا معه ".
ومن رأى أن ماء الـوادي غمره من غير أن يغرق فيه، فإنه يصيبه غم غالب، وإن خرج منه نجا من الغم.
وإن رأى الإنسان كأن ماء النهر يختطفه أو شيئاً من دوابه أو متاعه أو يذهب به، فإنه مضر وخسران له.
وإن رأى كأن يجري إلى بيته نهراً صافي الماء دل على يسار ومال، وقيل إن ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكـون لأهل البيت.
وإن رأى نهراً يجري من بيته والناس يشربـون منه، فإنه إن كان غنياً أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكـون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهم ويأتي منزله قـوم كثيرون محتاجـون وينالـون منه منفعة، وإن كان صاحب الرؤيا فقيراً، فإنه يطرد إمرأته أو إبنه أو أحداً من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح.
وإن رأى أنه يجري إلى بيته ماء صافياً دل على يسار ومال.
وأما دجلة: فمن شرب ماءها، فإنه ينال الـوزارة إن كان من أهلها ويصيب مال الـوزير.
والفرات: من رأى أنه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعاً ونعمة.
وإن رأى أن ماء الفرات قد يبس، فإنه يمـوت الخليفة أو يذهب ماله، وربما وقع التأويل على وزير الخليفة.
والنيل: من رأى أنه شرب من نهر النيل، فإنه ينال ذهباً بقدر ما شرب.
السفينة: دالة على كل ما ينجى فيه مما يدل الغرق عليه لأن الله سبحانه نجى بها نـوحاً عليه السلام والذين معه مما نزل بالكفار من الغرق والبلاء، وتدل على الإسلام الذي به ينجى من الجهل والفتنة، وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجى بها من النار والفتن لأن الله سبحانه سماها جارية، وربما دلت على الـوالد والـوالدة اللذين كانت بهما النجاة من المـوت والحاجة لا سيما إنها كالأم الحاملة لـولدها في بطنها، وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجـو أهل الإيمان من النار، وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يـونس عليه السلام.
ومن رأى أنه ركب سفينة في البحر، فانظر إلى حاله ومآل أمـوره، فإن كان كافراً أسلم سيما إن كان صعد إليها من وسط البحر من بعدما أيقن بالهلاك، وإن كان مذنباً تاب من ذنبه، وإن كان فقيراً استغنى من بعد فقره، وإن كان مريضاً أفاق من مرضه إلا أن يكـون ركبها مع المـوتى وكان في الرؤيا ما يؤكد المـوت فيكـون ركـوبها نجاة من فتن الدنيا، وإن كان مفيقاً وكان طالب علم صحب عالماً أو استفاد علماً ينجـو به من الجهل لركـوب مـوسى مع الخضر عليه السلام في السفينة، وإن رأى ذلك مديـون قضى دينه وزال همه، وإن رأى ذلك محروم، ومن قدر عليه رزقه، أتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاووسها فيدل ذلك على الربح وطاووس الإقبال، وإن رأى ذلك عازب تزوج إمرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصـونه.
وإن رأى فيها ميتاً في دار الحق نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهـوالها، وكذلك لـو رأى من هـو في البحر كأنه في المحشر وقد ركب على الصراط أو جازه، فإنه ينجـو في سفينته وممره من هـول بحره وحـوادثه إلا أن يكـون أصابه في المنام في ممره من النار سـوء، فإنه يناله في البحر مثل ذلك ونحـوه، وإن جرت بمسجـون نجا من سجنه وتسبب في نجاته، وإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البر كان ذلك أعجل وأسرع وأحسن.
وإن رأى السفينة راكدة وأمـواج البحر عاصفة دام سجنه إن كان مسجـوناً وطال مرضه إن كان مريضاً ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفر إن حاول ذلك وتعذر عليه الـوصـول إلى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم إن كان طالباً لا سيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر، وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يـونس عليه السلام من الحبس في بطن الحـوت حين وقفت سفينته، إلا أن عاقبة جميع ما وصفناه إلى خير إن شاء الله ونجاة لجـوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نـوح عليه السلام ونجاة الخضر ومـوسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاضب لأن الخضر عابها وخلع لـوحاً من ألـواحها مع حسن عاقبة يـونس عليه السلام من بعد حاله وما نزل به، ولذلك قالـوا لـو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها إلى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه، فإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب محمـولاً حملاً شنيعاً، فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه، بل من عادته في اليقظة إذا دفع بطاووسه إلى البر انكسر وعطب.
وإن رأى طالب علم أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسـوق لأن الفسـوق هـو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم ومنع الشيء في غير مكانه فمن ركـوب السفينة من الماء الذي به نجاتها وهـو عصمتها إلى الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة، فإن لم يكن ذلك فلعله يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعـود يلتمسه من حيث لا ينبغي له، وأما إن جرت سفينته في الهـواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة، وإما مركـوب من سائر المركـوبات، وقد تدل على نعش من كان مريضاً من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء، وقيل من رأى أنه في سفينة في بحر داخل ملكاً عظيماً أو سلطاناً.
والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكها.
وإن رأى أنه فيها كان في ذلك إلا أن ينجـو، فإن خرج منها كانت نجاته أعجل، فإن كان فيها وهـو على أرض يابسة، كان الهم أشد والنجاة أبعد.
وإن رأى وال معزول أنه ركب في سفينة، فإنه يلي ولاية من قبل الملك الأعظم على قدر البحر ويكـون الـولاية على قدر أحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل، وقيل إن ركـوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج، وإن كان في أمر، فإنه يركب مخاطرة، فإن خرج منها، فإنه ينجـو ويعصي ربه لقـوله تعالى " فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركـون ". فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجراً قد ضاعت تجارته، فإن السفينة رجـوع ذلك، فإن غرقت السفينة وتعلق منها بلـوح، فإن السلطان يغضب عليه إن كان والياً ثم ينجـو وترجع إليه الـولاية، وإن كان تاجراً فهـو نقصان ماله ويعـوض عنه، وإن غرقت فهـو بمنزلة الغريق.
ومن رأى أنه في سفينة في جـوف البحر، فإنه يكـون في يدي من يخافه ويكـون مـوته نجاة من شر ما يخافه، وغرق سفينته وتفرق ألـواحها مصيبة له فيمن يعز عليه، وقيل إن غرق السفينة سفر في سلامة لقـوله تعالى " سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ".
ورؤيا السفينة المشحـونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقـوله تعالى " فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحـون ".
وأخذ مجداف السفينة إصابة علم أو نيل مال من ذي شـوكة، وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير أن يفارقهم لقـوله تعالى " واعتصمـوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقـوا ".
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني في سفينة سـوداء لم يبق منها إلا الحبال، قال: أنت رجل لم يبق من دينك إلا الإخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين.