أما البغض: غير محمـود لأن المحبة نعمة من الله تعالى والبغض ضدها وضد النعمة الشدة، وقد ذكر الله تعالى فضله على المؤمنين برفع العداوة الثابتة بينهم بمحبة الإسلام، فقال تعالى " إذا كنتم أعداء فألف بين قلـوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ".
والبغي: راجع على الباغي والمبغى عليه منصـور لقـوله تعالى " إنما بغيكم على أنفسكم " وقال تعالى " ثم بغي عليه لينصرنه الله ".
والتهدد: ظفر للمتهدد بالمتهدد وأمن له وأمان.
وأما الحسد: هـو فساد للحاسد وصلاح للمحسـود.
وأما الخداع: فالخادع مقهـور والمخدوع منصـور لقـوله تعالى " وإن يريدوا أن يخدعـوك فإن حسبك الله ".
والخصـومة: مصالحة، فمن رأى أنه خاصم خصماً صالحه.
والخيانة: هي الزنا.
والنقب: مكر.
وإن رأى كأنه نقب في بيت وبلغ، فإنه يطلب إمرأة ويصل إليها بمكر.
وإن رأى كأنه نقب في مدينة، فإنه يفتش عن دين رجل عالم لقـول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وإن رأى كأنه نقب في صخر، فإنه يفتش عن دين سلطان قاس.
وأما الرفس: فمن رأى رجلاً يرفسه برجله، فإنه يعيره بالفقر ويتصلف عليه بغناه.
وأما الضرب: فإنه خير يصيب المضروب على يدي الضارب إلا أن يرى كأنه يضربه بالخشب، فإنه حينئذ يدل على أنه يعده خيراً فلا يفي له به.
ومن رأى كأن ملكاً يضربه بالخشب، فإنه يكسـوه، وإن ضربه على ظهره، فإنه يقضي دينه، وإن ضربه على عجزه، فإنه يزوجه، وإن ضربه بالخشب أصابه منه ما يكره، وقيل إن الضرب يدل على التغيير، وقيل إن الضرب وعظ.
ومن رأى كأنه يضرب رجلاً على رأسه بالمقرعة وأثرت في رأسه وبقي أثرها عليه، فإنه يريد ذهاب رئيسه، فإن ضرب في جفن عينه، فإنه يريد هتك دينه، فإن قلع أشفار جفنه، فإنه يدعـوه إلى بدعة، فإن ضرب جمجمته، فإنه قد بلغ في تغييره نهايته وينال الضارب بغيته، فإن ضربه على شحمة أذنه أو شقها وخرج منها دم، فإنه يفترع إبنة المضروب، وقيل إن كل عضـو من أعضائه يدل على القريب الذي هـو تأويل ذلك العضـو، وقيل إن الضرب هـو الدعاء، فمن رأى أنه يضرب رجلاً، فإنه يدعـو عليه، فإن ضربه وهـو مكتـوف، فإنه يكلمه بكلام سـوء ويثني عليه بالقبيح.
والخدش: هـو الطعن والكلام.
وأما الرضخ: فمن رأى كأنه يرضخ رأسه على صخرة، فإنه لا ينام ولا يصلي العتمة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الرجم: فمن رأى كأنه يرجم إنساناً، فإنه يسب ذلك الإنسان.
وأما السب: فهـو القتل.
ومن رأى كأن إنساناً أسمعه شتماً نالت منه أذى ثم يظفر به وينتصر عليه، وقيل هـو حق يجب للمشتـوم على الشاتم كما أن عليه أي المفتري الحد له، وإن كان الشاتم ملكاً فالمشتـوم أحسن حالاً من الشاتم لأنه مبغي عليه والمبغي عليه منصـور.
ومن رأى كأنه يصيح وحده، فإن قـوته تضعف، فإن رفع صـوته فـوق عالم، فإنه يرتكب معصية لقـوله تعالى " لا ترفعـوا أصـواتكم فـوق صـوت النبي ". والعلماء ورثة الأنبياء.
وأما السخرية: فهي الغبن، فمن رأى كأنه سخر به، فإنه يغبن.
وأما الصفع: إذا كان على جهة المزاح فاتخاذ يد عند المصفـوع.
وأما العداوة: فمن رأى كأنه يعادي رجلاً، فإنه يظهر بينهما مـودة لقـوله تعالى " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مـودة ".
والغيبة: راجعة بمضرتها إلى صاحبها، فإن اغتاب رجلاً بالفقر ابتلي بالفقر، وإن اغتابه بشيء آخر ابتلى بذلك الشيء.
وأما الغيظ: فمن رأى كأنه مغتاظ على إنسان، فإن أمره يضطرب وماله يذهب لقـوله تعالى " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالـوا خيراً ".
وأما الغضب: فإن غضب على إنسان من أجل الدنيا، فإنه رجل متهاون بدين الله، وإن غضب لأجل الله تعالى، فإنه يصيب قـوة وولاية لقـوله تعالى " ولما سكت عن مـوسى الغضب ".
وأما الغالب في النـوم: فمغلـوب في اليقظة.
وأما اللطم: فمن رأى كأنه يلطم إنساناً، فإنه يعظه وينهاه عن غفلة.
وأما المقارعة: فمن رأى أنه يقارع رجلاً أصابته القرعة، فإنه لم يظفر به ويغلبه في أمر حق، فإن وقعت القرعة له ناله هم وحبس ثم يتخلص لقـوله عز وجل " فساهم فكان من المدحضين ".
وأما المصارعة: فإن اختلف الجنسان فالمصارع أحسن حالاً من المصروع كالإنسان والسبع، فإن كان المصارعة بين رجلين فالصارع مغلـوب.
وأما الذبح: فعقـوق وظلم.
والهدية: خطبة، فمن رأى أنه أهدى إلى أحد هدية أو أهدي إليه شيء خطبت إليه إبنته أو إمرأة من أقربائه وحصل النكاح لقـوله تعالى " وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلـون ". فكانت بلقيس مرسلة بالهدية وكان سليمان خاطباً لها، وقيل إن الهدية المحبـوبة تدل على وقـوع صلح بين المهدي والمهدى إليه، قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابـوا.
وأما إستراق السمع: فهـو كذب ونميمة لقـوله تعالى " يلقـون السمع وأكثرهم كاذبـون ". ويقتضي أن يصيب مسترق السمع مكروه من جهة السلطان لقـوله تعالى " إلاً من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ".
وأما الاستماع: فمن رأى كأنه يستمع، فإن كان تاجراً استقال من عقدة بيع، وإن كان والياً عزل لقـوله تعالى " إنهم عن السمع لمعزولـون ".
وإن رأى كأنه يستمع على إنسان، فإنه يريد هتك ستره وفضيحته.
ومن رأى كأنه يسمع أقاويل ويتبع أحسنها، فإنه ينال بشارة لقـوله تعالى " فبشر عباد الذين يستمعـون القـول فيتبعـون أحسنه ".
وإن رأى كأنه سمع صـوتاً طيباً صافياً، فإنه ينال ولاية.
وإن رأى كأنه يسمع ويجعل نفسه أنه لا يسمع، فإنه يكذب ويتعـود ذلك لقـوله تعالى " يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ".
وأما الاختيار: من رأى كأنه مختار في قـومه، فإنه يصيب رياسة لقـوله تعالى " وربك يخلق ما يشاء ويختار ".
وأما إخراج الرجل من داره ومستقره: فإنه يدل على نجاته من الهمـوم.
وحكي أن رجلاً أتى بعض المعبرين، فقال: رأيت كأن جيراني أخرجـوني من داري، فقال له المعبر: ألك عدو قال: نعم، قال: وهل أنت في حزن قال: نعم، قال: البشارة، فإن الله تعالى ينجيك من شر كل عدو ويفرج عنك كل هم وحزن لقـوله تعالى في قـوم لـوط " أخرجـوا آل لـوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله ".
وأما البرهان: من رأى في منامه كأنه يأتي ببرهان على شيء، فإنه في خصـومة مع إنسان والحجة له عليه فيها لقـوله تعالى " هاتـوا برهانكم إن كنتم صادقين ".
وأما الدعاء: فمن دعا ربه في ظلمة، فإنه ينجـو من غم.
وإن رأى أنه يدعـو رجلاً، فإنه يتضرع إليه مخافة منه.
وأما الهاتف: فمن رأى أنه سمع صـوت هاتف بأمر أو نهي أو بشارة أو نذارة فهـو كما سمعه بلا تفسير، وكذلك كلام المـوتى، وكذلك كلام كل الطيـور لصاحب الرؤيا مبشر بنيل ملك عظيم وعلم وفقه.
وأما الكلام بلغات شتى: من رأى ذلك فإنه يملك ملكاً عظيماً.
وأما المشاورة: فكل فاسق شاور عفيفاً إقترب إلى التـوبة، وكل عفيف شاور فاسقاً فقد دنا إلى بدعة، وإن شاور عفيفاً أراد صلاحاً، وإن شاور فاسقاً فاسق حصل له ترياق من السمـوم.
وأما التدلي: من رأى كأنه تتدلى من سطح إلى أرض بحبل، فإنه يتـورع في جميع أحـواله ويترك طلب حاجاته استعمالاً للـورع.
وإن رأى أنه يسقط من سطح إلى أرض، فإنه يقنط من رجل كان يأمله أو يسقط من مرتبته بسبب كلام يتكلم به.
وإن رأى كأنه في سقـوطه وقع في وحل.
وأما التعزية: من رأى كأنه عزى مصاباً نال أمناً لقـول النبي صلى الله عليه وسلم: من عزى مصاباً فله مثل أجره.
وإن رأى كأن عزى نال بشارة لقـوله تعالى " وبشر الصابرين ".
وأما تغيير الاسم: من رأى كأنه يدعى بغير إسمه، فإن دعي باسم قبيح، فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح، فإن دعي باسم حسن مثل محمد أو علي أو حسن أو سعيد نال عزاً وشرفاً وكرامة على حسب ما يقتضيه معنى ذلك الإسم.
وأما تزكية المرء نفسه: فإنها تدل على اكتسابه إثماً لقـوله تعالى " فلا تزكـوا أنفسكم هـو أعلم بمن اتقى ".
وإن رأى كأن شاباً مجهـولاً يزكيه، فإنه يصيب ذكراً حسناً جميلاً في عامة الناس، وإن كان الشيخ والشاب معروفين نال بسببهما رياسة وعزاً.
وأما التملق: من رأى كأنه يتملق إنساناً في شيء من متاع الدنيا فذلك مكروه.
وإن رأى كأنه يتملق له في علم يريد أن يعلمه إياه أو عمل من أعمال البر يستعين به عليه، فإنه ينال شرفاً ويصح دينه ويدرك طلبته لما روي في الآثار أن الملق ليس من أعمال المؤمن إلا في طلب العلم، وقيل إن الملق لمن تعـود ذلك في أحـواله غير مكروه في التأويل ولمن لم يتعـود ذلك ذلة ومهانة.
وأما التـوديع: من رأى كأنه يـودع امرأته، فإنه يطلقها، وقيل إن التـوديع يدل على مفارقة المـودع المـودع بمـوت أو غيره من أسباب الفراق، ويدل على افتراق الشريكين وعزل الـوالي وخسران التاجر، وقيل إن التـوديع محبـوب في التأويل وهـو يدل على مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك وربح التاجر وعـود الـولاية إلى الـوالي وبرء المريض وذلك لأنه من الـوداع ولفظه يتضمن الـودع وهـو الدعة والراحة وأيضاً، فإن الـوداع إذا قلب صار عادوا وأنشد:
إذا رأيت الـوداع ... فافرح ولا يهمنك البعاد
وانتظر العـود عن قريب ... فإن قلب الـوداع عادوا
وأما التـواري: من رأى أنه تـوارى، فإنه تـولد له بنت لقـوله تعالى " يتـوارى من القـوم ". وقيل من رأى كأنه تـوارى في بيت، فإنه يفر لقـوله تعالى " إن بيـوتنا عـورة وما هي بعـورة إن يريدون إلا فراراً ".
وأما النـورة: فقد حكي أن قتيبة بن مسلم رأى بخراسان كأنه نـور جسده فحلقت النـورة الشعر حتى انتهت إلى عـورته فلم تحلقها فرفعت رؤياه إلى ابن سيرين، فقال: أنه يقتل ولا يـوصل إلى عـورته يعني حرمه، فكان الأمر كما عبره.
والتنـور: في مـوضع السنة إذا ذهب بشعر العانة دليل الفرج فإذا لم يذهب بشعر العانة فدليل ركـوب الدين وزيادة الحزن.
وأما التهاون: من رأى في منامه كأنه تهاون بمؤمن، فإن دينه يختل ويقنط من رجل يرجـوه وتستقبله ذلة.
ومن رأى كأن غيره تهاون به وكان شاباً مجهـولاً ظفر بعدوه، وإن تهاون به شيخ مجهـول افتقر لأنه جده.
وأما التمطي: فملالة من أمر أو كسل في عمل.
وأما الحراسة: إن رأى أن غيره يحرسه، فإنه يقع في محنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما دام أصحابه يحرسـونه كان في محنة، فلما فرج الله تعالى عنه قال لأصحابه: ارجعـوا فقد عصمني الله.
وإن رأى كأنه يحرس غيره كيلا يظلم، فإنه يأمن شر الشيطان، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين حرست في سبيل الله، وقيل إن حارس الغير يرزق الجهاد لهذا الخبر الذي رويناه.
وأما الحطب: من رأى أنه يحتطب في الأرض، فإنه يكـون مكثاراً تماماً لقـوله تعالى " وامرأته حمالة الحطب ". يعني النميمة، وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: المكثار كحاطب الليل.
وأما الحفر: من حفر أرضاً وكان التراب يابساً نال قدره مالاً، وإن كان رطباً، فإنه يمكر بإنسان لأجل ما يناله ويناله من ذلك المكان تعب بقدر رطـوبة التراب.
وأما الحلف: من الأصل هـو دليل غرور وخداع لقـوله تعالى " وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور " وقـوله " فيحلفـون له كما يحلفـون لكم ". والحلف الصادق ظفر وقـول حق لقـوله تعالى " وإنه لقسم لـو تعلمـون عظيم ". والحلف الكاذب خذلان وذلة وارتكاب معصية وفقر لقـوله تعالى " ولا تطع كل حلاف مهين ". ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع.
وأما الدغدغة: فمن رأى كأنه يدغدغ رجلاً، فإنه يحـول بينه وبين حرفته.
وأما الذرع: فمن ذرع ثوباً بشبره أو أرضاً أو خيطاً، فإنه يسافر سفراً بعيداً، فإن مسحه بعقد إصبع، فإنه يتحـول من محلة إلى محلة.
وأما رعي النجـوم: فإنه يدل على ولاية.
وأما الرحمة: من رأى كأنه يرحم ضعيفاً، فإن دينه يقـوى ويصح لقـوله صلى الله عليه وسلم: من لم يـوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا.
وإن رأى كأنه مرحـوم، فإن الله يغفر له.
وإن رأى كأن رحمة الله تنزل عليه نال نعمة لقـوله تعالى " ولـولا فضل الله عليكم ورحمته ". وهي النعم.
وإن رأى كأنه رحيم فرح، فإنه يرزق حفظ القرآن لقـول تعالى " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحـوا ". قالـوا الرحمة هنا القرآن.
وأما السؤال: من رأى أنه يسأل، فإنه يطلب العلم ويتـواضع لله ويرتفع.
وأما الشغل: من رأى كأنه مشغـول، فإنه يتزوج بكراً ويفترعها لقـوله تعالى " إن أصحاب الجنة اليـوم في شغل فاكهـون ".
والشفاعة: قيل إنها تدل على غش، وقيل إنها تدل على عز وجاه، فإنه لا يشفع من لا جاه له.
وأما الطلب: فمن رأى كأنه يطلب شيئاً، فإنه ينال مناه لما قيل من طلب شيئاً ناله أو بعضه.
ومن رأى كأن أحداً يطلبه، فإنه هم يصيبه.
وأما العلـو: فمن رأى كأنه يريد أن يعلـو على قـوم فعلاً، فإنه يستكبر ثم يذل لقـوله تعالى " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لاً يريدون علـواً في الأرض ولاً فساداً والعاقبة للمتقين ".
وإن رأى كأنه لا يريد العلـو نال رفعه.
وأما العفـو: فمن رأى كأنه عفا عن مذنب ذنباً، فإنه يعمل عملاً يغفر له الله تعالى به لقـوله تعالى " وليعفـوا وليصفحـوا ألاً تحبـون أن يغفر الله لكم ".
ومن رأى كأن غيره عفا عنه طال عمره ونال رفعة.
وأما العظم: فمن رأى كأنه عظم حتى صارت جثته أعظم من هيئة الناس، فإنه دليل مـوته.
وأما العمل الناقص: فيدل على الإياس عن المرجـو ووقـوع الخلل في الرياسة.
وأما العقد: فهـو على القميص عقد تجارة وعلى الحبل صحة دين وعلى المنديل إصابة خادم وعلى السراويل تزوج إمرأة وعلى الخيط إبرام أمر هـو فيه من ولاية أو تزويج أو تجارة، فإن انعقد الخيط تيسر ما يطلبه، وإن لم ينعقد تعسر مرامه وتعذر مطلـوبه.
وإن رأى كأن العقدة وقعت على شيء من هذه الأشياء من غير أن يعقدها، فإنه تدل على ضيق وغم من قبل السلطان.
وإن رأى كأن غيره فتحها كان ذلك الغير سبب فرجه عنه.
وإن رأى كأنه فتحها بعد جهد، فإنه ينجـو من ذلك بعد جهد.
وإن رأى كأنها انفتحت بنفسها، فإن الله تعالى يفرج عنه من حيث لا يحتسب.
وأما العدد: فيختلف باختلاف المعدود.
وإن رأى كأنه يعد دراهم فيها اسم الله فهـو يسبح.
وإن رأى كأنه يعد دنانير فيها اسم الله تعالى، فإنه يستفيد علماً.
وإن رأى فيها نقش صـورة، فإنه يشتغل بأباطيل الدنيا.
وإن رأى كأنه يعد لؤلؤاً، فإنه يتلـو القرآن.
وإن رأى كأنه يعد جـوهراً، فإنه يتعلم العلم أو يدرسه.
وإن رأى كأنه يعد خرزاً، فإنه مشتغل بما لا يعنيه.
وإن رأى كأنه يعد بقرات سماناً، فإنه تمضي عليه سنـون خصبة.
وإن رأى كأنه يعد جمالاً وحمـولاً، فإن كان سلطاناً أفاد من أعدائه مالاً قيمته تـوافق تلك الحمـول، وإن كان دهقاناً أمطر زرعه، وإن كان تاجراً نال ربحاً كثيراً.
وإن رأى كأنه يعد جاورساً، فإنه يقع في شدة وتعب في معيشته، وكذلك العدد في كل شيء سـواه يرجع إلى جـوهره.
والعجب: في التأويل ظلم، فمن رأى كأنه أعجب بنفسه أو بغناه أو بقـوته، فإنه يظلم.
وأما عتق العبد: فهـو مـوت المعتق.
وإن رأى حراً كأنه قد أعتق، فإنه يضحي عن نفسه أو يضحي غيره عنه، وإن كان صاحب الرؤيا مريضاً نال العافية، وإن كان مديـوناً وجد قضاء ديـونه.
والعجلة: في التأويل ندامة كما أن الندامة عجلة.
وأما العتاب: يدل على المحبة.
وإن رأى كأنه يعاتب نفسه، فإنه يعمل عملاً يندم عليه ويلـوم عليه نفسه لقـوله تعالى " يـوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ".
وأما غزل المرأة: إن رأت المرأة كأنها تغزل وتسرع الغزل، فإن غائباً لها يقدم، وإن رأت كأنها تبطئ الغزل، فإنها تسافر ويسافر زوجها، فإن انقطعت فلكة المغزل، انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجـوع.
وإن رأت كأنها تغزل سحاباً، فإنها تسعى إلى مجالس الحكمة.
وإن رأت كأنها تغزل قطناً، فإنها تخون زوجها.
وإن رأى رجل كأنه يغزل قطناً وكتاناً وهـو في ذلك يتشبه بالنساء، فإنه ينال ذلاً ويعمل عملاً حلالاً، فإن كان الغزل دقيقاً، فإنه عمل بتقتير، وإن كان غليظاً، فإنه سفر في نصب وتعب.
وغسيل اليدين بالأشنان: يدل على قطع الصداقة ويدل على انقطاع الخصـومة، وقيل إنه نجاة من الخوف، وقيل إنه إياس من مرجـو، وقيل إنه تـوبة من الذنـوب.
وأما فعل الخير: من رأى كأنه يعمل خيراً، فإنه ينال مالاً.
وإن رأى كأنه أنفق مالاً في طاعة الله، فإنه يرزق مالاً لقـوله تعالى " وما تنفقـوا من خير يـوف إليكم ".
وأما الفراسة وتـوسم بعض الغائبات: فيدل على كثرة الخير والأمن من السـوء لقـوله تعالى " ولـو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السـوء ".
وأما الفتل: من رأى كأنه يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلـويه على نفسه أو على قصبة أو خشبة، فإنه سفر.
وأما القـوة: من رأى فضل قـوة لنفسه، فإن اقترن برؤياه ما يدل على الخير كانت قـوته في أمر الدين وإلا كانت قـوته في أمر الدنيا، وقيل إن القـوة ضعف لقـوله تعالى " من بعد قـوة ضعفاً ".
وأما كثرة العدد: من رأى كثرة العدد والزحام والبؤس، فإن كان والياً كثرت جنـوده وارتفع إسمه وسلطانه، وإن كان تاجراً كثر معاملـوه، وإن كان داعياً كثر مستجيبـوه.
وأما كلام الأعضاء: يدل كل عضـو على افتقار من هـو تأويل ذلك العضـو من أقرباء صاحب الرؤيا.
وأما اللـوم: من رأى كأنه يلـوم غيره على أمر، فإنه يفعل مثل ذلك الأمر فيستحق اللـوم لما قيل: وكم لائم لام وهـو مليم، فمن رأى كأنه يلـوم نفسه على أمر، فإنه يدخل في أمر متشـوش مضطرب يلام عليه ثم يخرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس فيخرج من ملامتهم لقـوله تعالى في قصة يـوسف عليه السلام " إن النفس لأمارة بالسـوء إلا ما رحم ربي ".
وأما البيعة: من رأى كأنه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعهم، فإنه يتبع الهدى ويحافظ على الشرائع.
وإن رأى كأنه بايع أميراً من أمراء الثغـور، فإنه بشارة له ونصرة له على أعدائه وجد في العبادة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر لقـوله تعالى " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأمـوالهم بأن لهم الجنة ". إلى قـوله " وبشر المؤمنين ".
وإن رأى كأنه بايع فاسقاً، فإنه يعين قـوماً فاسقين، فإن بايع تحت شجرة، فإنه ينال غنيمة في مرضاة الله تعالى لقـوله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعـونك تحت الشجرة ".
وأما نسج الثوب: يدل على سفر، فإن نسج ثوبه ثم قطعه، فإن الأمر الذي هـو طالبه قد بلغ آخره وانقطع، وإن كان في خصـومة انقطعت، وإن كان في حبس فرج عنه، ونسج القطن والصـوف والشعر والأبريسم كله سـواء.
ورؤيا الثوب مطـوياً سفر ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له.
وأما الـوعد: فمن رأى كأنه وعد وعداً حسناً فهـو لاقيه.
وإن رأى كأن عدوه وعده خيراً أصابه مكروه من عدوه أو من غيره.
وإن رأى كأن عدوه وعده شراً أصاب خيراً من عدوه أو من غيره، ونصيحة العدو غش لقـوله تعالى في قصة آدم عليه السلام حكاية عن إبليس " هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ". وكل أفعال العدو بعدوه فتأويلها ضدها.
والـوحدة: في التأويل ذل وافتقار وعزل الملك.
ووزن المال: بين المتبايعين غرامة.
وأما الإرضاع: إن رأت إمرأة كأنها ترضع إنساناً، فإنه انغلاق الدنيا عليها أو حبسها لأن المرضع كالمحبـوس ما لم يخل الصبي ثديها وذلك لأن ثديها في فم الصبي ولا يمكنها القيام، وكذلك الذي يمص اللبن كائناً من كان من صبي أو رجل أو امرأة، وإن كانت المرضع حبلى سلمت بحملها.
وأما تنفس الصعداء: دليل على أنه يعمل ما يتـولد منه حزن.
وأما البكاء: سرور.
وخفقان القلب: ترك أمر من خصـومة أو سفر أو تزويج.
وأما الصبر: من رأى كأنه يصبر على ضر نال رفعة وسلامة لقـوله تعالى " أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ".
واجتماع الشمل: دليل الزوال لقبـوله تعالى " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها " الآية، وأنشد:
إذا تم أمر بدا نقصه ... تـوقع زوالاً إذا قيل تم
والمعانقة: مخالطة ومحبة.
وإن رأى كأنه عانقه ووضع رأسه في حجره، فإنه يدفع إليه رأس ماله ويبقى عنده.
وأما القبلة: بالشهـوة فظفر بالحاجة وتقبيل الصبي مـودة بين والد الصبي وبين الذي قبله، وتقبيل العبد مـودة بين المقبل وسيده.
وإن رأى كأنه قبل والياً ولي مكانه، وإن قبل سلطاناً أو قاضياً قبل ذلك السلطان أو القاضي قـوله، وإن قبله السلطان أو القاضي نال منهما خيراً.
وإن رأى كأن رجلاً قبل بين عينيه، فإنه يتزوج.
والعض: كيد، وقيل حقد، وقيل العض يدل على فرط المحبة لأي معضـوض كان من آدمي أو غيره، فإن عض إنساناً وخرج منه دم كان الحب في إثم، فإن عض إصبعه ناله هم في مخاطرة دينه.
وأما المص: أخذ مال، فإن مص ثدييه أخذ من إمرأته مالاً، وكذلك كل عضـو يدل على قريب.
وأما القرص: طمع، فإن بقي في يده من قرصه لحم نال من طمعه، وإن قرص إليته، فإنه يخونه.
والنـور: في التأويل هـو الهدى والظلمة هي الضلالة.
والخراب: ضلالة لمن رأى أنه فيها إذا كان صاحب دنيا.
ومن رأى أن عامراً تساقط وخرب، فإن ذلك مصائب تصيب أهل ذلك المـوضع.