أخبرنا الـوليد بن أحمد الـواعظ قال أخبرنا إبن أبي حاتم قال حدثنا محمد بن يحيى الـواسطي قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال حدثنا بشر بن عمر الزهراني أبـو محمد قال
حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن حفصة بنت راشد قالت: كان مروان المحلمي جاراً لنا وكان ناصباً مجتهداً فمات فـوجدت عليه وجداً شديداً فرأيته فيما يرى النائم فقلت يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك قال أدخلني الجنة قلت: ثم ماذا قال ثم رفعت إلى أصحاب اليمين قلت: ثم ماذا قال ثم رفعت إلى المقربين قلت، فمن رأيت من إخوانك قال رأيت الحسن وابن سيرين وميمـوناً، قال حماد قال هشام بن حسان حدثتني أم عبد الله وكانت من خيار نساء أهل البصرة قالت: رأيت في منامي كأني دخلت داراً حسنة ثم دخلت بستاناً فرأيت من حسنه ما شاء الله فإذا أنا برجل متكئ على سرير من ذهب وحـوله وصائف بأيديهم الأكـواب قالت فإنني متعجبة من حسن ما أرى إذ أتي برجل فقيل من هذا قال هذا مروان المحلمي أقبل فاستـوى على سريره جالساً قالت فاستيقظت من منامي.
أخبرنا أبـو الحسين عبد الـوهاب بن جعفر الميداني بدمشق قال أخبرنا علي بن أحمد البزار قال سمعت إبراهيم بن السري المغلس يقـول: سمعت أبي يقـول: كنت في مسجدي ذات يـوم وحدي بعدما صلينا العصر وكنت قد وضعت كـوز ماء لأبرده لإفطاري في كـوة المسجد فغلب عيني النـوم فرأيت كأن جماعة من الحـور العين قد دخلن المسجد وهن يصفقن بأيديهن فقلت لـواحدة منهن: لمن أنت قالت: لثابت البناني فقلت للأخرى: وأنت، فقالت: لعبد الرحمن بن زيد وقلت للأخرى: وأنت، فقالت: لعتبة وقلت للأخرى: وأنت، فقالت: لفرقد حتى بقيت واحدة فقلت: لمن أنت، فقالت: لمن لا يبرد الماء لإفطاره، فقلت لها: فإن كنت صادقة فاكسري الكـوز، فانقلب الكـوز ووقع من الكـوة، فانتبهت من منامي بكسر الكـوز.
قال الأستاذ أبـو سعيد رحمه الله: من رأى الجنة ولم ير دخولها، فإن رؤياه بشارة بخير عمل عمله أو يهم بعمله وهذه رؤيا متصف ظالم، وقيل من رأى الجنة عياناً نال ما اشتهى وكشف عنه همه.
وإن رأى كأنه يريد أن يدخلها فمنع، فإنه يصير محصراً عن العج والجهاد بعد أن يهم بهما أو يمنع من التـوبة من ذنب هـو عليه مصر يريد يتـوب منه.
وإن رأى أن باباً من أبـواب الجنة أغلق عنه مات أحد أبـويه.
وإن رأى أن بابين أغلقا عنه مات أبـواه.
وإن رأى كأن جميع أبـوابها تغلق عنه ولا تفتح له، فإن أبـويه ساخطان عليه.
وإن رأى كأنه دخلها من أي باب شاء، فإنهما عنه راضيان.
وإن رأى كأنه دخلها نالت سروراً وأمناً في الدراين لقـوله تعالى " ادخلـوها بسلام آمنين ".
وإن رأى كأنه أدخل الجنة فقد قرب أجله ومـوته، وقيل إن صاحب الرؤيا يتعظ ويتـوب من الذنـوب على يد من أدخله الجنة إن كان يعرفه، وقيل من رأى دخول الجنة نال مراده بعد احتمال المشقة لأن الجنة محفة بالمكاره، وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقـواماً كباراً كراماً ويحسن معاشرة الناس ويقيم فرائض الله تعالى.
وإن رأى كأنه يقال له ادخل الجنة فلا يدخلها دلت رؤياه على ترك الدين لقـوله تعالى " ولا يدخلـون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ".
وإن رأى أنه قيل له إنك تدخل الجنة، فإنه ينال ميراثاً لقـوله تعالى " وتلك الجنة التي أورثتمـوها ".
وإن رأى أنه في الفردوس نال هداية وعلماً.
وإن رأى كأنه دخل الجنة متبسماً، فإنه يذكر الله كثيراً.
وإن رأى كأنه سل سيفاً ودخلها، فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينال نعمة وثناء وثواباً.
وإن رأى كأنه جالس تحت شجرة طـوبى، فإنه ينال خير الدارين لقـوله تعالى " طـوبى لهم وحسن مآب ".
وإن رأى كأنه في رياضها رزق الإخلاص وكمال الدين.
وإن رأى كأنه أكل من ثمارها رزق علماً بقدر ما أكل، وكذلك إن رأى أنه شرب من مائها وخمرها ولبنها نال حكمة وعلماً وغنى.
وإن رأى كأنه متكئ على فراشها دل على عفة لامرأته وصلاحها، فإن كان لا يدري متى دخلها دام عزه ونعمه في الدنيا ما عاش.
وإن رأى كأنه منع ثمار الجنة دل على فساد دينه لقـوله تعالى " من يشرك بالله فقد حزم الله عليه الجنة ".
وإن رأى كأنه التقط ثمار الجنة وأطعمها غيره، فإنه يفيد غيره علماً يعمل به وينتفع ولا يستعمله هـو ولا ينتفع به.
وإن رأى كأنه طرح الجنة في النار، فإنه يبيع بستاناً ويأكل ثمنه.
وإن رأى كأنه يشرب من ماء الكـوثر نال رياسة وظفراً على العدو لقـوله تعالى " إنا أعطيناك الكـوثر فصل لربك وانحر ".
ومن رأى كأنه في قصر من قصـورها نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة لقـوله تعالى " حـور مقصـورات في الخيام ".
وإن رأى كأنه ينكح من نساء الجنة وغلمانها يطـوفـون حـوله نال مملكة ونعماً لقـوله تعالى " ويطـوف عليهم ولدان مخلدون ".
وحكي أن الحجاج بن يـوسف رأى في منامه كأن جاريتين من الحـور العين نزلتا من المساء فأخذ الحجاج إحداهما ورجعت الأخرى إلى السماء قال فبلغت رؤياه إلى ابن سيرين، فقال: هما فتنتان يدرك إحداهما ولا يدرك الأخرى فأدرك الحجاج فتنة إبن الأشعث ولم يدرك فتنة إبن المهلب.
وإن رأى رضـوان خازن الجنة نال سروراً ونعمة وطيب عيش ما دام حياً وسلم من البلايا لقـوله تعالى " وقال لهم خزنتها لسلام عليكم ".
وإن رأى الملائكة يدخلـون عليه ويسلمـون عليه في الجنة، فإنه يصير على أمر يصل به إلى الجنة.