رؤيا الكعبة المشرفة تدل على المسجد والصلاة والجامع لأنها بيت الله وتدل على من يقتدي به ويهتدي بهديه ورجع إلى أمره ولا يخالف إلى غيره
كالإسلام والقرآن والسنن والمصحف والسلطان والحاكم والعالم والـوالد والسيد والزوج والـوالدة والزوجة، وقد تدل على الجنة لأنها بيت الله، والجنة داره بها ويـوصل إليها، وقد تدل على ما تدل عليه الجـوامع والمساجد من المـواسم والجماعات والأسـواق والرحاب.
ومن رأى الكعبة صارت داره سعى إليه الناس وازدحما على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو إمرأة شريفة عالية سلطانية أو ناسكة تتزوجين، وإن كان عبداً، فإن سيده يعتقه لأن الله تعالى أعتق بيته من أيدي الجبابرة، وأما إن كان حـولها أو يعمل عملاً من مناسكها فهـو يخدم سلطاناً أو عالماً أو عابداً أو والده أو والدته أو زوجة أو سيداً بنصح وبر وكد وتعب.
وإن رأى كأنه دخلها تزوج إن كان عازباً وأسلم إن كان كافراً وعاد إلى الصلاة والصلاح إن كان غافلاً وإلى طاعة والديه إن كان عاقاً، وإلا دخل دار سلطان أو حاكم أو فقيه لأمر من الأمـور الذي يستدل عليه بزيادة منامه وأحـواله في يقظته إلا أن يكـون خائفاً في اليقظة، فإنه يأمن ممن يريده، وإن كان مريضاً فذلك مـوته وفـوزه سيما إن كان في المنام قد حمل إليها في محمل صامتاً غير متكلم أو ملبياً متجرداً من، وأما إن رآها في بلاد أو محلة، فإن كانت الرؤيا خاصة لرائيها ولم ير جماعة من الناس معه عند رؤيتها، فانظر إلى حالته، فإن كان منتظراً الزوجة قد عقد نكاحها وطال عليه انتظارها فقد دنا أمرها وقرب إليه مجيئها سيما إن رآها في محلتها أو في محلته، وإن دخلها وهي عنده أهديت إليه، وإن دخلها دخل عليها في دارها عاجلاً سريعاً لقرب الكعبة منه من بعد بعدها ومشقة مسافتها، وإن رآها في ذلك من كان غافلاً في دينه أو تاركاً للصلاة، فإنها له نذير وتحذير من تركه لما عليه أن يعمله من التـوجيه إليها في مكانه، وكذلك إن كان ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه فقد ذاكرته في نفسها واقتضته في المجيء إليها، وإن لم يكن شيء من ذلك وكانت الرؤيا لعامة الناس اجتماعهم حـولها في المنام وضجيجهم عندها في الأحلام فإما سلطان عادل يلي يقدم عليهم أو حاكم أو رجل عالم أو إمام مذكـور يقدم من حج الناس أو سفر بعيد أو يخرج من داره من بعد تزاويه لحادث يحدث له أو فرض يلزمه أو ميت يمـوت له فيتبعه الناس ويطـوفـون حـوله بالدعاء له والتبرك به ونحـو ذلك.
وقال الأستاذ أبـو سعيد رضي الله عنه: من رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته، فإن كان صحيحاً رزق الحج وإن كان مريضاً عـوفي وإن كان مديـوناً قضي دينه، وإن كان خائفاً أمن، وإن كان معسراً يسر، وإن كان مسافراً سلم، وإن كان تاجراً ربح، وإن كان معزولاً ردت إليه الـولاية، وإن كان ضالاً هدي، وإن كان مغمـوماً فرج عنه.
وإن رأى كأنه خارج إلى الحج ففاته، فإنه إن كان والياً عزل، وإن كان تاجراً خسر، وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق، وإن كان صحيحاً مرض.
وإن رأى أنه حج أو اعتمر طال عمره واستقام أمره.
وإن رأى أنه طاف بالبيت ولاه بعض الأئمة أمراً شريفاً.
وإن رأى أنه طاف على الكعبة ومكة، فإنه يأتي ذات محرم.
وإن رأى كأنه يلبي في الحرم، فإنه يظفر بعدوه ويأمن خوف الغالب، فإن لبى خارج الحرم، فإن بعض الناس يغلبه ويخيفه.
ومن رأى كأن الحج واجب عليه ولا يحج دل على خيانته في أمانته وعلى أنه غير شاكر لنعم الله تعالى.
ومن رأى كأنه في يـوم عرفة وصل رحمه ويصالح من نازعه، وإن كان له غائب رجع إليه في أسر الأحـوال، فإن الله تعالى جمع بين آدم وحـواء في هذا اليـوم وعرفها له.
وإن رأى أنه يصلي في الكعبة، فإنه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء وينال أمناً وخيراً.
ومن رأى كأنه أخذ من الكعبة شيئاً، فإنه يصيب من الخليفة شيئاً، والكعبة في الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير وسقـوط حائط منها يدل على مـوت الخليفة.
ورؤيا الكعبة في المنام بشارة بخير قدمه أو نذارة من شر قد هم به.
وإن رأى كأن الكعبة داره، فإنه لا يزال ذا خدم وسلطان ورفعة وصيت في الناس إلا أن يرى الكعبة في هيئة رديئة فذلك لا خير فيه.
وإن رأى كأن داره الكعبة، فإن الإمام يقبل عليه ويكرمه، وقيل من رأى أنه دخل الكعبة، فإنه يدخلها إن شاء الله، وقيل إنه يدخل على الخليفة.
وإن رأى أنه سرق من الكعبة رماناً، فإنه يأتي ذا محرم.
وإن رأى أنه يصلي فـوق الكعبة، فإن دينه يختل.
وإن رأى أنه تـوجه نحـو الكعبة صلح دينه.
وإن رأى أنه أحدث في الكعبة دل على مصيبة تنال الخليفة.
وإن رأى أنه مجاور بمكة، فإنه يرد إلى أرذل العمر.
وإن رأى أنه بمكة مع الأمـوات يسألـونه، فإنه يمـوت شهيداً.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أصلي فـوق الكعبة، فقال: اتق الله، فإني أراك خرجت عن الإسلام.
ورأى مهندس أنه دخل الحرم وصلى على سطح الكعبة فقص رؤياه على معبر، فقال تنال أمناً، ورأى رجل كأنه تخطى الكعبة ثم قصها على ابن سيرين، فقال: هذا رجل سنة رسـول الله صلى الله عليه وسلم ودخل في هـوى ألا ترى أنه يتخطى القبلة فكان كذلك لأنه دخل في الإباحة.
ومن رأى كأنه مس الحجر الأسـود فقيل إنه يقتدي بإمام من أهل الحجاز، فإن قلع الحجر الأسـود واتخذه لنفسه خاصة، فإنه ينفرد في الدين ببدعة.
ومن رأى كأنه وجد شجر بعدما فقده الناس فـوضعه مكانه فهذه رؤيا رجل يظن أنه على الهدى وسائر الناس على الضلالة.
ومن رأى أنه شرب من ماء زمزم، فإنه يصيب خيراً وينال ما يريده من وجه بر.
وإن رأى أنه حضر المقام أو صلى نحـوه، فإنه يقيم الشرائع ويحافظ عليها، ويرزق الحج والأمن.
وأما الأضحية: فبشارة بالفرج من جميع الهمـوم وظهـور البركة لقـوله تعالى " وبشرناه بإسحق نبياً من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحق ". فإن كانت إمرأة صاحب الرؤيا حاملاً، فإنها تلد ابناً صالحاً.
ومن رأى أنه ضحى ببدنة أو بقرة أو كبش، فإنه يعتق رقاباً.
وإن رأى أنه ضحى وهـو عبد عتق، وإن كان صاحب الرؤيا أسيراً تخلص، وإن رآه مديـون قضي دينه أو فقير أثري أو خائف أمن أو صرورة حج أو محارب نصر أو مغمـوم فرج عنه.
ومن رأى كأنه يقسم في الناس لحم قربانه خرج من همـومه ونال عزاً وشرفاً.
ومن رأى كأنه سرق شيئاً من القربان، فإنه يكذب على الله، وقيل إن المريض إذا رأى أنه يضحي دلت رؤياه على مـوته، وقيل إنه ينال الشفاء.
وأما رؤية عيد الأضحى: فإنه عـود سرور ماض ونجاة من الهلكة لأن فكاك إسماعيل كان فيه من الذبح.