أما المائدة: فقد روي أن بعضهم رأى كأن هاتفاً يسمع صـوته ولا يرى شخصه يتلـو هذه الآية " اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء ". فقص رؤياه على معبر، فقال: إنك في عسر وتدعـو الله تعالى بالفرج واليسر فيستجيب لك، فكان كما قال، والمائدة رجل شريف سخي والقعـود عليها صحبته والأكل منها الانتفاع منه، فإن كان معه على تلك المائدة رجال، فإنه يؤاخي قـوماً على سرور ويقع بينه وبينهم منازعة في أمر معيشة له والأرغفة الكثيرة الصافية والطعام الطيب على المائدة دليل على كثرة مـودتهم، وقيل المائدة هي الدين.
وقد روي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسـول الله رأيت البارحة مرجاً أخضر فيه مائدة منصـوبة ومنبر مـوضـوع له سبع درجات، ورأيتك يا رسـول الله ارتقيت السابعة وتنادي عليها وتدعـو الناس إلى المائدة، فقال صلـوات الله عليه وسلامه: أما المائدة فالإسلام والمرج الأخضر فالجنة والمنبر سبع درجات فبقاء الدنيا سبعة آلاف سنة مضت منها ستة آلاف سنة وصرت في السابعة، والنداء، فأنا أدعـو الخلق إلى الجنة والإسلام، وقيل ان المائدة إمرأة رجل.
وحكي أن بعضهم رأى كأنه يأكل على مائدة، فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت المائدة فأكل معه، فقص رؤياه على معبر، فقال: إن صدقت رؤياك، فإن غلاماً من الصقالبة يشاركك في امرأتك، ففتش عن الأمر فـوجده كما قال.
وإن رأى الأرغفة بسطت على المائدة، فإنه يظهر له عدو، وإذا رأى أنه يأكل منها ظهرت المنازعة بينه وبين عدوه على قـول بعض المعبرين، وقيل إن أكل على المائدة أكلاً كثيراً فـوق عادته في مثلها دل ذلك على طـول حياته بقدر أكله.
وإن رأى أن تلك المائدة رفعت فقد نفد عمره، وقيل إذا رأى كأن على المائدة لـوناً أو لـونين من الطعام، فإنه رزق يصل إليه، وإلى أولاده بدليل قـوله عز وجل " أنزل علينا مائدة من السماء ". وقيل المائدة غنيمة في خطر ورفعها إنقضاء تلك الغنيمة، وقيل إنها مأكلة ومعيشة لمن كانت له وأكل منها، فإن كان عليها وحده، فإنه لا يكـون له منازع، وإن كان عليها غيره كان ذلك إخوان مشاركـون، وكثرة الأرغفة كثرة مـودتهم وقلتها قلة مـودتهم، والرغيف مـودة سنة.
وإن رأى أنه يفرش بطعام فهـو استخفافه بنعمة الله تعالى.
ورأى مملـوك كأن مائدة مـولاه قد خرجت وهربت كما يهرب الحيـوان، فلما دنت إلى الباب انكسرت فعرض له من ذلك أن إمرأة مـولاه ماتت من يـومها وتلف كل ما كان لها وكان ذلك بالـواجب لأنه رأى المائدة التي يقدم عليها انكسرت.
وأما السفرة: فسفر جليل ينال فيه سعة، وقيل هي سفر إلى ملك عظيم الشأن ونيل سعة وراحة لمن وجدها لأنها معدن الطعام والأكل.
والقصعة: المتخذة من خشب دلت على إصابة مال في سفر والخزفية تدل على إصابته في حضر.
وأواني الفضة: كلها خدم في التجارة والدار وخصـوصاً السكرجات، وقيل القصاع والطاسات تدل على الجمال في تدبير معاش الإنسان.
والقدر: قيم دار كثير الإنفاق، وقيل هي إمرأة عجمية، فمن رأى أنه طبخ قدراً، فإنه ينال مالاً عظيماً من قبل السلطان أو ملك أعجمي.
والمغرفة: قهرمان محسن يجري على يديه تفقه أهله.