الصبي: في التأويل عدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة.
وإن رأى رجل كأنه صار صبياً ذهبت مروءته، إلا أن رؤياه تدل على الفرج من هم فيه.
وإن رأى كأنه يحمل صبياً، فإنه يدير ملكاً.
ومن رأى كأنه يتعلم في الكتب القرآن الأدب، فإنه يتـوب من الذنـوب.
ومن رأى كأنه ولد له جملة من الأولاد دلت رؤياه على هم لأن الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهمـوم.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأن في حجري صبياً يصيح، فقال: اتق الله ولا تضرب بالعـود، وقيل من رأى له ولداً صغيراً بعد لا يخالط جسده فهـو زيادة ينالها أو يغتم، وقيل الصبيان الصغار يدلـون على همـوم يسيرة.
ورؤيا الصبية في المنام خصب وفرج ويسر بعد عسر ينمـو ويزيد.
ومن رأى كأنه اشترى غلاماً أصابه هم، ومن اشترى جارية أصاب خيراً، ومن باع مملـوكاً فهـو له صالح، ومن باع جارية فلا خير فيه، وكل ما كان خيراً للبائع فهـو له للمشتري.
وإن رأى العبد غير البالغ كأنه قد أدرك الحلم، فإنه يعتق.
وإن رأى كأنه أدرك وطرح عليه رداء أبيض، فإنه يتزوج إمرأة حرة.
وإن رأى كأنه طرح عليه رداء أسـود، فإنه يتزوج مـولاة.
ومن رأى كأنه طرح عليه رداء أرجـواني تزوج بامرأة شريفة الحسب.
وإن رأى مثل هذه الرؤيا شاب دلت رؤياه على أن إبنه يبلغ، وإن رآها شيخ دلت رؤياه على مـوته، وإن رآها مرتكب لمعصية خفية، فإنه يفتضح.
ومن رأى أنه أصاب ولداً بالغاً فهـو له عز وقـوة وأمه أولى به في أحكام التأويل من أبيه.
وإذا رأت إمرأة ذكراً أمرد فهـو خير يأتيها على قدر حسنه أو قبحه، وقيل من كان له إبن صغير، ورأى أنه قد صار رجلاً دل على مـوته، وقيل من كان من الصبيان قد أدرك ولحق بالرجال، فإنه يدل على تقـوية ومساعدة، ومن الناس من يرى أنه ولد له غلام وكانت إمرأته حبلى، فإنها تلد جارية، ويرى إنها ولدت جارية فتلد غلاماً، وربما اختلفت الطبيعة في ذلك فيرى أنه ولد له غلام فهـو غلام أو يرى أنه ولد له جارية فهي جارية فسل عن ذلك الطبائع، فإنه تخبرك، وقيل الـوصيف خير.
وأما الشاب: في التأويل عدو الرجل، فإن كان أبيض فهـو عدو مستـور، وإن كان أسـود فهـو عدو غني، وإن كان أشقر فهـو عدو شيخ، وإن كان ديلمياً فهـو عدو أمين، وإن كان رستاقياً فهـو عدو فظ، فإن كان قـوياً فهـو شدة عداوته، وإن كان مجهـولاً، وإن كان معروفاً فهـو بعينه، فمن رأى أنه تبعه شاب، فإنه عدو يظفر به.
وإن رأى شيخاً أشرف عليه، فإنه يمكنه من الخير، وإن كان شاباً أشرف عليه، فإنه عدو يتمكن منه لأنه علاه.
وإن رأى شيخاً كأنه صار شاباً، فقيل انه يتجدد له سرور، وقيل انه يظهر في دينه أو دنياه نقص عظيم، وقيل انه يمـوت، وقيل ان رؤياه تدل على حرصه لأن قلب الشيخ شاب على الحرص والأمل.
وإن رأى شاباً مجهـولاً فأبغضه، فإنه يظهر له عدو بغيض إلى الناس، فإن أحبه، فإنه يظهر له عدو محبـوب.
وقال الأستاذ أبـو سعيد رحمه الله: من رأى رجلاً يعرفه دلت رؤياه على أنه يأخذ منه أو من شبيهه أو من سميه شيئاً.
وإن رأى كأنه أخذ منه ما يستحب جـوهره نال منه يؤمله، فإن كان من أهل الـولاية، ورأى كأنه أخذ منه قميصاً جديداً، فإنه يـوليه، فإن أخذ منه حبلاً، فإنه عهد.
والشيخ والكهل المجهـولين: تدل على جد صاحبها، فإذا رآهما أو أحدهما ضعيفاً فهـو ضعف جده، وإذا رآهما أو أحدهما قـوياً فهـو قـوة جده.
وإن رأى شاباً كأنه تحـول شيخاً، فإنه يصيب علماً وأدباً.
وإن رأى كأنه اتبع شيخاً اتبع خيراً خصباً.
وإن رأى شيخاً رستاقياً اتخذ صديقاً غليظاً.
ومن رأى شيخاً تركياً اتخذ صديقاً، فإن كان مسلماً سلم من شره.
وأما الجارية: دالة على خير يجيء وأمر يجري وفتنة تعتري مأخوذ من إسمها جار، فمن رأى جارية ملكها أو نكحها أو دخلت عليه، فإن كان له غائب جاءه أو خبره أو كتابه، وإن رأى ذلك من تقتر رزقه يسر له، وإن رأى ذلك من هـو في البحر فمن تعذر طاووسه جرت سفينته، وإن رآها للعامة تطاردهم في الأسـواق أو تدعـوهم إلى السفاح ففتنة تمـوج فيهم، وإن رآها تضرب الدف فخبر مشهـور يقدم على الناس، ثم على قدر جمالها وقبحها وسائر أحـوالها.
وإن رأى جارية متزينة مسلمة فسيسمع خبراً ساراً من حيث لا يحتسب، وإن كانت كافرة سمع خبراً ساراً مع خناً.
وإن رأى جارية عابسة الـوجه سمع خبراً وحشاً.
وإن رأى جارية مهزولة أصابه هم وفقر.
وإن رأى جارية عريانة خسر تجارته وافتضح فيها.
وإن رأى أنه أصاب بكراً ملك ضيعة مغلة وأتجر تجارة رابحة والجارية خير على قدر جمالها ولبسها وطيبها، فإن كانت مستـورة، فإنه خير مستـور مع دين، فإن كانت متبرجة، فإن الخير مشهـور، وإن كانت متنقبة، فإن الخير ملتبس، وإن كانت مكشـوفة، فإنه خير يشيع، والناهد خير مرجـو.
وأما المرأة: دالة على ما هـو مأخوذ من إسمها فإما من أمـور الدنيا لأنها دنيا ولذة ومتعة، وأما من أمـور الآخرة لأنها تصلح الدين، وربما دلت على السلطان لأن المرأة حاكمة على الرجل بالهـوى والشهـوة وهـو في كده وسعيه في مصالحها كالعبد، وتدل على السنة لأنه تحمل وتلد وتدر اللبن، وربما دلت على الأرض والفدان والبستان وسائر المركـوبات.
ومن رأى إمرأة حسناء دخلت داره نال سروراً وفرحاً، والمرأة الجميلة مال لا بقاء له لأن الجمال يتغير.
ورؤيا الـوصيفة خير محدث فيه ثناء حسن وخير مرجـو.
وحكي أن إمرأة بمكة تقرأ القرآن رأت كأن حـول الكعبة وصائف بأيديهن الريحان وعليهن معصفرات وكأنها قالت سبحان الله هذا حـول الكعبة قيل لها: أما علمت أن عبد العزيز بن أبي داود تزوج الليلة، فانتبهت فإذا عبد العزيز بن أبي داود قد مات.
وإن رأى كأن إمرأة شابة أقبلت عليه بـوجهها أقبل أمره بعد الإدبار، والمرأة العربية المجهـولة الشابة المتزينة يطـول وصف خيرها ونفعها في التأويل والسمينة من النساء في التأويل خصب السنة، والمهزولة جدبها وأفضل النساء التأويل العربيات الأدم والمجهـولة منهن خير من المعروفة وأقـوى والمتصنعات منهن في الزينة والهيئة أفضل من غيرهن، وكل مـواتاة العربيات والأدم ومعاملتهن في التأويل خير بقدر مـواتاتهن ولهن فضل على من سـواهن من النساء.
وإذا رأت إمرأة في منامها إمرأة شابة فهي عدوة لها على أية حالة رأتها، وإذا رأت عجـوزاً فهي جدها.
ومن رأى إمرأة دخلت عليه أو ملكها أو حكم عليها أو ضاحكة إليه أو مقبلة عليه نظرت في أمره إن كان مريضاً ببطن ونحـوه أو عازباً وكانت المرأة مـوصـوفة بالجمال أو ظنها حـوراء نال الشهادة، وإن لم يكن ذلك ولكنها من نساء الدنيا نجا مما هـو فيه ونال دنيا، وإن رأى ذلك فقير أفاد مالاً، وإن رأى ذلك من له حاجة عند سلطان فليرجها وليناهزها، وإن رأى ذلك من له سفينة أو دابة غائبة قدمت عليه بما يسره، وإن رأى ذلك مسجـون فرج عنه لجمالها وللفرج الذي معها، وإن رأى ذلك من يعالج غرساً أو زرعاً فليداومه ويعالجه.
وإن رآها للعامة، فإنه أمر يكـون في الناس يقدم عليهم أو ينزل فيهم، فإن كانت بارزة الـوجه كان أمرها ظاهراً، وإن كانت منتقبة كان أمرها مخفياً، فإن كانت جميلة فهـو أمر سار، وإن كانت قبيحة فهـو أمر قبيح، وإن كانت تعظهم وتأمرهم وتنهاهم فهـو أمر صالح في الدين، وإن كانت تعارضهم وتلمسهم أو تقبلهم أو تكشف عـورتها إليهم فهي فتنة يهلك فيها ويفتتن بها من ألم بها أو نال شيئاً منها في المنام أو نالته في الأحلام وقد تكـون من الفتن حصناً وغنائم في تلك السنة التي هم فيها، وإن رآها في وسط الناس أو في الجامع لأن الخير قد يكـون فتنة لقـوله تعالى " ونبلـوكم بالشر والخير فتنة ". وإن رآها داخلة عليهم أو نازلة إليهم فهي السنة الداخلة بعد التي هم فيها.
وأما العجـوز: القبيحة أو الناقصة وذات العيب المجهـولة فهي الدنيا رأس كل فتنة لأن المرأة فتنة وقد تمثلت الدنيا لرسـول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في صـورة إمرأة وتخايلت لكثير من الناس في صـورة إمرأة عجـوز ذات عيب، وقد تدل إذا كانت حسنة جميلة نظيفة كأنها عابدة زاهدة على الآخرة وما يقرب منها ويعمل لها من عمل ومال حلال لأن الدنيا والآخرة ضرتان إحداهما أعظم وأحسن من الأخرى، وربما دلت على الدنيا الذاهبة والأرض الميتة والدار الخربة والمعروفة هي نفسها أو سميتها أو شبيهتها أو نظيرتها، فمن رأى عجـوزاً هرمة شابت في المنام نظرت في حاله إن كانت الرؤيا في خاصته، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كانت ممن أدبرت دنياه عاد إليه إقبالها، وإن كان حراثاً أو كان عنده مكان يدل على النساء قد تعطل كالبستان والفدان والحمام ونحـوه، فإنه يعـود إلى عمارته وبنائه وهيئته، وإن كان مريضاً أفاق من علته، وإن كان لاهياً عن آخرته عاد إليه، وإن كانت للعامة نظرت، فإن كانت السنة قد يئس الناس منها، ومن خيرها أعقبـوها بالخصب وأتـوا بالقـوت، وإن كانـوا في حرب قد تشعبت وكبرت ومكرت انجلى أمرها وعادوا في حالهم في أولها.
والعجـوز دنياه.
وإن رآها متزينة مكشـوفة نال دنياه مع بشارة عاجلة، وإن رآها عابسة دلت على ذهاب الجاه لأجل الدنيا، وإن رآها قبيحة انقلبت عليه الأمـور، وإن رآها عريانة، فإنه فضيحة، وإن رآها متنقبة، فإنه أمر مع ندامة.
وإن رأى كأن عجـوزاً دخلت داره أقبلت دنياه، وإن رآها خرجت عن داره زالت عنه دنياه، فإن تكن العجـوز مسلمة فهي دنيا حرام، فإن كانت مسلمة فهي دنيا حلال، وإن كان قبيحة فلا خير فيها، والعجـوز المجهـولة في التأويل أقـوى.
وإن رأت إمرأة شابة في منامها كأنها قد تحـولت عجـوزاً دلت رؤياها على حسن دينها.
وإن رأى الرجل عجـوزاً لا تطاوعه وهـو يهم بها، فهي دنيا تتعذر عليه، فإن طاوعته نال من الدنيا بقدر مطاوعتها.