-->
تفسير الأحلام لينك تفسير الأحلام لينك
تفسير أحلام

آخر الأخبار

تفسير أحلام
تفسير أحلام
جاري التحميل ...
تفسير أحلام

تفسير الأحلام لينك تأويل رؤيا الرياح والمطر والصـواعق والزلازل

تأويل رؤيا الرياح والمطر والصـواعق والزلازل
 الرياح تدل على السلطان في ذاته لقـوتها وسلطانها على ما دونها من المخلـوقات مع نفعها وضرها، وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحـوادثه وخدمه وأعـوانه
وقد كانت خادماً لسليمان عليه السلام، وربما دلت على العذاب والآفات لحدوثها عند هيجانها وكثرة ما يسقط من الشجر ويغرق من السفن بها لاسيما إن كانت دبـوراً ولأنها الرياح التي هلكت عاد بها ولأنها رياح لا تلقح، وربما دلت الرياح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات لأن الله عز وجل يرسلها نشراً بين يدي رحمته وينجي بها السفن الجاريات بأمره فكيف بها إن كانت من رياح اللقاح لما يعـود منها من صلاح النبات والثمر وهي الصبا وقد قال صلى الله عليه وسلم: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبـور، والعرب تسمي الصبا القبـول لأنها تقابل الدبـور ولـو لم يستدل بالقبـول والدبـور إلا باسمها لكفى، وربما دلت الرياح على الأسقام والعلل والهائجة في الناس كالزكام والصداع ومنه قـول الناس عند ذلك هذه رياح هائجة لأنها علل يخلقها الله عز وجل.
 ومن رأى  رياحاً تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة، فإنه يملك الناس إن كان يليق به ذلك أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بـوجـوه من العز أو يسافر في البحر سليماً إن كان من أهل ذلك أو ممن يؤمله أو تنفق صناعته إن كانت كاسدة، أو تحته رياح تنقله وترفعه ورزق إن كان فقيراً، وإن كان رفعها إياه وذهابها به مكـوراً مسحـوباً وهـو خائف مروع قلق، أو كانت لها ظلمة وغبرة، فإن كان في سفينة عطبت به، وإن كان في علة زادت به وإلا نالته زلازل وحـوادث أو خرجت فيه أو أمر السلطان أو الحاكم ينتهي فيها إلى نحـو ما وصل إليه في المنام، فإن لم يكن شيء من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة.
وإن رأى  الرياح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر أو تطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام، فإنه بلاء عام في الناس إما طاعـون أو سيف أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجـور ونحـو ذلك، فإن كانت الرياح العامة ساكتة أو كانت من رياح اللقاح، فإن كان الناس في جـور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو بدلت أحـوالهم وانتقلت أمـورهم وفرجت همـومهم.
ورياح السمـوم تدل على أمراض حارة، والرياح مع الصفرة مرض والرياح مع الرعد سلطان جائر مع قـوة.
 ومن رأى  أن الرياح حملته من مكان إلى مكان أصاب سلطاناً أو سافر سفراً لا يعـود منه لقـوله تعالى  "  أو تهـوي به الريح في مكان سحيق  ".
 ومن رأى  سقـوط الرياح على مدينة أو عسكر، فإن كانـوا في حرب هلكـوا والرياح اللينة الصافية خير وبركة والرياح العاصف جـور السلطان والرياح مع الغبار دليل الحرب.
  السحاب: يدل على الإسلام الذي به حياة الناس ونجاتهم وهـو سبب رحمة الله تعالى لحملها الماء الذي به حياة الخلق، وربما دلت على العلم والفقه والحكمة والبيان لما فيها من لطيف الحكمة بجريانها حاملة وقراً في الهـواء ولما ينعصر منها من الماء، وربما دلت على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على الخلق الذي خلقـوا من الماء، وربما دلت على الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطعام والكتان لما قيل إنها تدل على السحاب لقـوله تعالى  "  أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت  ". وربما دلت على السفن الجارية في الماء في غير أرض ولا سماء حاملة جارية بالرياح، وقد تدل على الحامل من النساء لأن كلتيهما تحمل الماء وتجنه في بطـونها إلا أن يأذن لها ربها بإخراجه وقذفه، وربما دلت على المطر نفسه لأنه منها وبسببها، وربما دلت على عـوارض السلطان وعذابه وأوامره، وإذا كانت سـوداء أو كان معها ما يدل على العذاب لما يكـون فيها من الصـواعق والحجارة مع ما نزل بأهل الظلمة حين حسبـوها عارضاً تمطرهم فأتتهم بالعذاب وبمثل ذلك أيضاً يرتفع على أهل النار، فمن رأى سحاباً في بيته أو نزلت عليه في حجره أسلم إن كان كافراً ونال علماً وحكماً إن كان مؤمناً أو حملت زوجته إن كان في ذلك راغباً أو قدمت إبله وسفينته إن كان له شيء من ذلك.
وإن رأى  نفسه راكباً فـوق السحاب أو رآها جارية تزوج إمرأة صالحة إن كان عازباً أو سافر أو حج إن كان يؤمل ذلك وإلا شهر بالعلم والحكمة إن كان لذلك طالباً وإلا ساق بعسكر أو سرية أو قدم في رفقة إن كان لذلك أهلاً وإلا رفعه السلطان على دابة شريفة إن كان ممن يلـوذ به وكان راجلاً وإلا بعثه على نجيب رسـولاً.
وإن رأى  سحباً متـوالياً قادمة جانية والناس لذلك ينتظرون مياهها وكانت من سحب السماء ليس فيها شيء من دلائل العذاب قدم تلك الناحية ما يتـوقعه الناس وما ينتظرونه من خير يقدم أو رفقة تأتي أو عساكر ترد أو قـوافل تدخل، وإن رآها سقطت بالأرض أو نزلت على البيـوت أو في الفدادين أو على الشجر والنبات فهي سيـول وأمطار أو جراد أو قطا أو عصفـور، وإن كان فيها مع ذلك ما يدل على الهم والمكروه كالسمـوم والرياح الشديدة والنار والحجر والحيات والعقارب، فإنها غارة تغير عليهم وتطرقهم في مكانهم أو رفقة قافلة تدخل بنعي أكثرهم ممن مات في سفرهم أو مغرم وخراج يفرضه السلطان عليهم أو جراداً ودباً يضر بنباتهم ومعايشهم أو مذاهب وبدع تنتشر بين أظهرهم ويعلن بها على رؤوسهم، وقيل إن السحاب ملك رحيم أو سلطان شفيق فمن خالط السحاب، فإنه يخالط رجال من هؤلاء، ومن أكل السحاب، فإنه ينتفع من رجل بمال حلال أو حكمة، وإن جمعه نال حكمة من رجل مثله، فإن ملكه نال حكمة وملكاً.
وإن رأى  أن سلاحه من عذاب، فإنه رجل محتاج.
وإن رأى  أنه يبني داراً على السحاب، فإنه ينال دنيا شريفة حلالاً مع حكمة ورفعة، فإن بنى قصراً على السحاب، فإنه يتجنب من الذنـوب بحكمة يستفيدها وينال من خيرات يعلمها.
وإن رأى  في يده سحاباً يمطر منه المطر، فإنه ينال بحكمة ويجري على يده الحكمة.
وإن رأى  أنه تحـول سحاباً يمطر على الناس نال مالاً ونال الناس منه.
والسحاب إذا لم يكن فيه مطر، فإن كان ممن ينسب إلى الـولاية، فإنه لا ينصف ولا يعدل، وإذا نسب إلى التجارة، فإنه لا يفي بما يتبع ولا بما يضمن، وإن نسب إلى عالم، فإنه يبخل بعمله، وإن كان صانعاً، فإنه متقن الصناعة حكيم والناس محتاجـون إليه.
والسحاب سلاطين لهم يد على الناس ولا يكـون للناس عليهم يد، وإن ارتفعت سحابة فيها رعد وبرق، فإنه ظهـور سلطان مهيب يهدد بالحق.
 ومن رأى  سحاباً نزل من السماء وأمطر مطراً عاماً، فإن الإمام ينفذ إلى ذلك المـوضع إماماً عادلاً فيهم سـواء كان السحاب أبيض أو أسـود، وأما السحاب الأحمر في غير حينه فهـو كرب أو فتنة أو مرض، وقيل من رأى سحاباً ارتفع من الأرض إلى السماء وقد أظل بلداً، فإنه يدل على الخير والبركة، وإن كان الرائي يريد سفراً تم له ذلك ورجع سالماً، وإن كان غير مستـور بلغ مناه فيما يلتمس من الشر، وقيل إن السحاب الذي يرتفع من الأرض إلى السماء يدل على السفر ويدل فيمن كان راجعاً على رجعته من سفره، والسحاب المظلم يدل على غم والسحاب الأسـود يدل على برد شديد أو حزن.
  المطر: يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعـونه وعلى العلم والقرآن والحكمة لأن الماء حياة الخلق وصلاح الأرض ومع فقده هلاك الأنام والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف إن كان ماؤه لبناً أو عسلاً أو سمناً، ويدل على الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى، لأنه سبب ذلك كله وعنده يظهر فكيف إن كان قمحاً أو شعيراً أو زيتاً أو تمراً أو زبيباً أو تراباً لا غبار فيه ونحـو ذلك مما يدل على الأمـوال والأرزاق، وربما دل على الحـوائج النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الرياح سيما إن كان فيه نار أو كان ماؤه حاراً لأن الله سبحانه عبر في كتابه عما أنزله على الأمم من عذابه بالمطر كقـوله تعالى  "  وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين  ". وربما دل على الفتن والدماء تسفك سيما إن كان ماؤه دماً، وربما دل على العلل والأسقام الجدري والبرسام إن كان في غير وقته وفي حين ضرره لبرده وحسن نقطه وكل ما أضر بالأرض ونباتها منه فهـو ضار للأجسام الذين أيضاً خلقـوا منها ونبتـوا فيها فكيف إن كان المطر خاصة في دار أو قرية أو محلة مجهـولة، وربما دل على ما نزل السلطان من البلاء والعذاب كالمغارم والأوامر سيما إن كان المطر بالحيات وغير ذلك من أدلة العذاب، وربما دلت على الأدواء والعقلة والمنع والعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعمل عملاً تحت الهـواء المكشـوف لقـوله تعالى  "  إن كان بكم أذى من مطر  ".
 ومن رأى  مطراً عاماً في البلاد، فإن كان الناس في شدة خصبـوا ورخص سعرهم إما بمطر كما رأى أو لرفقه أو سفن تقدم بالطعام، وإن كانـوا في جـور وعذاب وأسقام فرج ذلك عنهم إن كان المطر في ذلك الحين نافعاً، وإن كان ضاراً أو كان فيه حجر أو نار تضاعف ما هم فيه وتـواتر عليهم على قدر قـوة المطر وضعفه، فإن كان رشاً فالأمر خفيف فيما يدل عليه.
 ومن رأى  نفسه في المطر أو محصـوراً منه تحت سقف أو جدار فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى، وإما أن يضرب على قدر ما أصابه من المطر، وإما أن يصيبه نافض إن كان مريضاً أو كان ذلك أوانه أو كان المكان مكانه، وأما الممنـوع تحت الجدار فإما عطلة عن عمله أو عن سفره أو من أجل مرضه أو سبب فقره أو يحبس في السجن على قدر ما يستدل على كل وجه منها بالمكان الذي رأى نفسه فيه وبزيادة الرؤيا وما في اليقظة إلا أن يكـون قد اغتسل في المطر من جنابة أو تطهر منه للصلاة أو غسل بمائه وجهه فيصح له بصره أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه، فإن كان كافراً أسلم، وإن كان بدعياً أو مذنباً تاب، وإن كان فقيراً أغناه الله، وإن كان يرجـو حاجة عند السلطان أو عند من يشبهه نجحت لديه وسمح له بما قد احتاج إليه، وكل مطر يستحب نـوعه فهـو محمـود وكل مطر يكره نـوعه فهـو مكروه.
وقال ابن سيرين: ليس في كتاب الله تعالى فرج في المطر إذا جاء اسم المطر فهـو غم مثل قـوله تعالى  "  وأمطرنا عليهم مطراً  "  وقـوله  "  وأمطرنا عليهم حجارة  ". وإذا لم يسم مطراً فهـو فرج الناس عامة لقـوله تعالى  "  ونزلنا من السماء ماء مباركاً  ". وقيل المطر يدل على قافلة الإبل كما أن قافلة الإبل تدل على المطر، والمطر العام غياث.
وإن رأى  أن السماء أمطرت سيـوفاً، فإن الناس يبتلـون بجدال وخصـومة، فإن أمطرت بطيخاً، فإنهم يمرضـون، وإن أمطرت من غير سحاب فلا ينكر ذلك لأن المطر ينزل من السماء، وقيل إنه فرج من حيث لا يرجى ورزق من حيث لا يحتسب، ولفظ الغيث والماء النازل وما شاكل ذلك أصلح في التأويل من لفظ المطر.
  الرعد: يدل على وعيد السلطان وتهدده وإرعاده ومنه يقال هـو يرعد ويبرق، وربما دل على المـواعيد الحسنة والأوامر الجزلة لأنه أوامر ملك السحاب بالنهـوض والجـود إلى من أرسلت إليه، وتدل الرعـود أيضاً على طبـول الزحف والبعث والسحاب على العساكر والبرق على النصال والبنـود المنشـورة الملـونة والأعلام والمطر على الدماء المراقة والصـواعق على المـوت.
 ومن رأى  رعداً في السماء، فإنها أوامر تشيع من السلطان، وإن رأى ذلك من صلاحه بالمطر وكان الناس منه في حاجة دل على ذلك الأمطار أو على مـواعيد السلطان الحسان، وقد يدل على الـوجهين ويبشر بالأمرين، وإن كان صاحب الرؤيا ممن يضره المطر كالمسافر والقصار والغسال والبناء والحصاد، ومن يجري مجراهم فإما مطر يضر به ويفعله ويفسد ما قد عمله وقد أوذنـوا به قبل حلـوله ليتحذروا بأخذ الأهبة ويستعدوا للمطر، وأما أوامر السلطان أو جناية عليه في ذلك مضرة، فكيف إن كان المطر في ذلك الـوقت ضاراً كمطر الصيف.
وإن رأى  مع البرق رعـوداً تأكدت دلالة الـوعد فيما يدل عليه، وإذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر فطبـول وبنـود تخرج من عند السلطان لفتح أتى إليه وبشارة قدمت عليه أو لإمارة عقدها لبعض ولاته أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قـواده، وإن كان مع ذلك مطر وظلمة وصـواعق فإما جـوائح من السماء كالبرد والرياح والجراد، وإما وباء ومـوت، وإما فتنة أو حرب إن كان البلد بلد حرب أو كان الناس يتـوقعـون ذلك من عدو، وقيل الرعد بلا مطر خوف.
وإن رأى  الرعد، فإنه يقضي ديناً، وإن كان مريضاً برئ، وإن كان محبـوساً أطلق، وأما الرعد والبرق والمطر فخرف للمسافر وطمع للمقيم، وقيل الرعد صاحب شرطة ملك عظيم، وقيل الرعد بغير برق يدل على اغتيال ومكر وباطل وكذب وذلك لأنه إنما يتـوقع الرعد بعد البرق، وقيل صـوت الرعد يدل على الخصـومة والجدال.
 البرق: يدل على الخوف من السلطان وعلى تهدده ووعيده وعلى سل النصال وضرب السياط، وربما دل من السلطان على ضد ذلك على الـوعد الحسن وعلى الضحك والسرور والإقبال والطمع من الرغبة والرجاء لما يكـون عنده من الصـواعق والعذاب والحجر، ومن الرحمة والمطر لأنه مما وصف أهل الأخبار  "  يريكم البرق خوفاً وطمعاً  ". وقيل خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم الزارع لما يكـون معه من المطر.
وكل ما دل عليه البرق فسريع عاجل لسرعة ذهابه وقلة لبثه، فمن رأى برقاً دون الناس أو رأى أنـواره تضربه أو تخطف بصره أو تدخل بيته، فإن كان مسافراً أصابه عطلة إما بمطر أو بأمر سلطان، وإن كان زارعاً قد أجدبت أرضه وعطش زرعه بشر بالغيث والرحمة، وإن كان مـولاه أو والده أو سلطانه ساخطاً عليه ضحك في وجهه.
والشعراء يشبهـوا الضحك بالبرق والبكاء بالمطر لأن الضحك عند العرب إبداء المخفيات وظهـور المستـورات لذلك يسمـون الطلع إذا انفتق عند جفنه ضحكاً، وإن كان معه مطر دل على قبيح ما يبدو إليه مما يبكي عليه فإما أن يكـون البرق، كلاماً يبكيه أو سـوطاً يدميه ويكـون المطر دمه أو سيفاً يأخذ روحه، وإن كان مريضاً برق بصره ودمعت عيناه وبكى أهله وقل لبثه وتعجل مـوته سريعاً.
 ومن رأى  أنه تناول البرق أو أصابه أو سحابه، فإن إنساناً يحثه على أمر بر وخير، والبرق يدل على خوف مع منفعة، وقيل البرق يدل على منفعة من مكان بعيد.
 ومن رأى  البرق أحرق ثيابه ماتت زوجته إن كانت مريضة.
  الصـواعق: تدل على الحـوائج والبلايا التي يصيب بها ربنا من يشاء ويصرفها عمن يشاء كالجراد والبرد والرياح والصـواعق والأسقام والبرسام والجدري والـوباء والحمى لارتياع الخلق لها واهتزازهم عندها واصفرارهم من حسها مع إفسادها وإتلافها لما صادفها، وقد تدل على صحة عظيمة وأمرة كبيرة تأتي من قبل الملك فيها هلاك أو مغرم أو دمار، وقد تدل على قدوم سلطان جائر وعلى نزوله في الأرض التي وقعت فيها، وقد تدل على ما سـوى ذلك من الحـوادث المشهـورة والطـوارق المذكـورة التي يسعى الناس إلى مكانها وإلى اختبار حالها كالمـوت الشنيع والحريق والهدم واللصـوص، فمن رأى صاعقة وقعت في داره، فإن كان مريضاً مات، وإن كان منها غائب قدم نعيه، وإن كان بها ريبة وفساد نزلها عامل وتسـور عليها صاحب شرطة، وإن كان صاحبها يطـوف بالسلطان نفذ فيه أمره وإلا طرقه لص أو وقع به حريق أو هدم على قدر زيادة الرؤيا وما يـوفق الله تعالى إليه عابرها.
وإن رأى  الصـواعق تساقط في الدور فربما يكـون في الناس نعاة يقدمـون عن الغياب أو الحجاج أو المجاهدين، وإن تساقطت في الفدادين والبساتين فجـوامع أصحاب عشـور وجباة ويغشى ذلك المكان الجـور والفساد.
  السيل: يدل دخوله إلى المدينة على الـوباء إذا كان الناس في بعض ذلك أو كان لـونه لـون الدم أو كدراً، وقد يدل على دخوله عسكر بأمان أو رفقة إذا لم يكن له غائلة ولا كان الناس منه في مخافة، فإن هدم بعض دورهم ومر بأمـوالهم ومـواشيهم، فإنه عدو يغير عليهم أو سلطان يجـور عليهم على قدر زيادة الرؤيا وأدلة اليقظة، وقيل السيل هجـوم العدو كما أن هجـوم العدو سيل، فإن صعد السيل الحـوانيت، فإنه طـوفان أو جنـود من سلطان جائر هاجم والسيل عدو مسلط.
  والميازيب: من رأى إنها تسيل من غير مطر فذلك دم يهرق في تلك البلدة أو المحلة.
وإن رأى  أنه سالت من مطر وانصب ماؤها، فإنها همـوم تنجلي عن أهل ذلك المـوضع وخصب دولة بقدر الميازيب، فإن لم تنصب الميازيب فهـو دون ذلك، وإن انصب الميزاب على إنسان وقع عليه العذاب، فإن طرق السيل إلى النهر، فإنه عدو له من قبل الملك ويستعين برجل فينجـو من شره.
 ومن رأى  أنه سد السيل عن داره، فإنه يعالج عدواً ويمنعه عن ضرر يقع بأهله أو فنائه.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت الميازيب تسيل من غير مطر، ورأيت الناس يأخذون منه، فقال ابن سيرين: لا تأخذ منه، فقال الرجال: إني لم أفعل ولم آخذ منه شيئاً، فقال: قد أحسنت فلم يلبث إلا يسيراً حتى كانت فتنة إبن المهلب.
وتدل الميازيب على الأفـواه وعلى الأقارب وعلى العيـون بجريانها من أعالي الدور، وربما دلت على الأرزاق، فمن رأى ميازيب الناس تجري من مطر وكان الناس في كرب وهم درت أرزاقهم وتجلت همـومهم لأنها مفارج إذا جرت، وأما جريانها من غير مطر ففتنة ومال حرام، وأما حركة أفـواه الرجال وألسنتهم فهي الفتنة النازلة بما لا يعنيهم، وأما جريانها فهي دماء سائلة ورقاب مضروبة، وإن كان جريانها بالدم فهـو أوكد لذلك، وأما جريان الميازيب في البيـوت أو تحت الأسرة لمن كان حريصاً على الـولد والحمل فلا يأمن منه لذهاب مائه من فرجه في غير وعائه، وقد يدل ذلك على العيـون الهطالة في ذلك المكان على ما يدل عليه بقية الرؤيا.
  أما الثلج والجليد والبرد: فكل هذه الأشياء تدل على الحـوادث والأسقام والجدري والبرسام وعلى العذاب أو الأشرار النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه وبالبلد الذي نزل به، وكذلك الحجارة والنار لأنها تفسد الزرع والشجر والثمر وتعقل السفن وتضر الفقير وتهلكه في القر والبرد وتسقم في بعض الأحيان، وربما دلت على الحرب والجراد وأنـواع الجـوائح، وربما دلت على الخصب والغنى وكثرة الطعام وجريان السيـول بين الشجر.
 ومن رأى  ثلجاً نزل من السماء وعم في الأرض، فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل ذلك على كثرة النـور وبركات الأرض وكثرة الخصب حتى يملأ تلك الأماكن بالإطعام والإنبات كامتلائها بالثلج، وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيه للأرض ونباتها، فإن ذلك دليل على جـور السلطان وسعي أصحاب الثغـور، وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره غالباً على المساكن والشجر والناس، فإنه جـور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم أو جائحة على أمـوالهم على قدر زيادة الرؤيا وشـواهدها، وكذلك إن رأى في الحضارة وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات، فإن ذلك عذاب وبلاء وأسقام أو مـوتان أو غرام يرمي عليهم وينزل عليهم، وربما دل على الحصار والقلة عن الأسفار وعن طلب المعاش.
والجليد لا خير فيه وقد يكـون ذلك جلداً من الشيطان أو ملك أو غيره.
وأما البرد، فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئاً ولا ضر أحداً، فإنه خصب وخير، وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر وعلى القطا والعصفـور فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطـونه في الأوعية ويجمعـونه في الأسقية، وكذلك الثلج، فإنها فـوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض، وإن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور والمحلات، فإنه جـوائح وأغرام ترمى على الناس أو جدري وحبـوب وقروح تجمع وتذوب.
 ومن رأى  أنه حمل البرد في منخل أو ثوب أو فيما لا يحمل الماء فيه، فإن كان غنياً ذاب كسبه، وإن كان له بضاعة في البحر خيف عليها، وإن كان فقيراً فجميع ما يكسبه ويفيده لا بقاء له عنده ولا يدخر لدهره شيئاً منه، وقيل الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته وقبح كلامه لهم.
 ومن رأى  الثلج يقع عليه سافر سفراً بعيداً فيه معزة، والثلج هم إلا أن يكـون من الثلج قليلاً غير غالب في جنبه ومـوضعه الذي يثلج فيه المـوضع وفي الذي لا ينكر الثلج فيه، فإن كان كذلك، فإن الثلج خصب لأهل ذلك المـوضع، وإن كان كثيراً غالباً لا يمكن كسحه، فإنه حينئذ عذاب يقع في ذلك المكان.
 ومن رأى  أن برد الثلج أصابه في الشتاء والصيف، فإنه يصيبه فقر، ومن اشترى وقر ثلج في الصيف، فإنه يصيب ما لا يستريح إليه ويستريح من غم بكلام حسن أو بدعاء لمكان الثلج، فإن ذاب الثلج سريعاً، فإنه تعب وهم يذهب سريعاً.
وإن رأى  أن الأرض مزروعة يابسة وثلـوجاً، فإنه بمنزلة المطر وهـو رحمة وخصب، ومن ثلج وعليه وقاية من الثلج، فإنه لا يصعب عليه لما قد تدثر وتـوقى به وهـو رجل حازم ولا يروعه ذلك، وقيل من وقع عليه الثلج، فإن عدوه ينال منه، ومن أصاب من البرد شيئاً معدوداً، فإنه يصيب مالاً ولؤلؤاً، وقيل البرد إذا نزل من السماء تعذيب من السلطان للناس وأخذ أمـوالهم، والنـوم على الثلج يدل على التقيد.
 ومن رأى  كأن الثلج علاه، فإنه تعلـوه همـوم، فإن ذاب الثلج زال الهم.
والجليد هم وعذاب إلا أن يرى الإنسان أنه جعل ماء وعاء فجمد به، فإن ذلك يدل على إصابة مال باق، والمجمدة بيت مال الملك وغيره.
 ومن رأى  أنه أصابه برد، فإنه فقر، وإن اصطلى بنار أو مجمرة أو بدخان، فإنه يفتقر للسعي في عمل السلطان ويكـون فيه مخاطرة وهـول، وإن كان ما يصطلى به ناراً تشتعل، فإنه يعمل عمل السلطان، فإن كان جمراً، فإنه يلتمس مال يتيم، وإن اصطلى بدخان، فإنه يلقي نفسه في هـول، وقيل إن البرد فعل بارد ويدل في المسافر على أن سفره لا يتم وأمـوره باردة.
  والـوحل والحمأة والطين: لا خير في جميع ذلك، وإن رأى ذلك مريض دام مرضه إلا أن يرى أنه خرج منه، فإنه خروجه من المرض وعافيته وغير المريض إذا مشى فيه أو وحل فيه دخل في فتنة وبلاء وغم أو سجن ويد سلطان، فإن خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الـوحلة سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا وإلا ناله على قدر ما أصابه، وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره كان ذلك أصعب وأشد في دليله، وكلما فسدت رائحته واسـود لـونه كان ذلك أدل على حرامه وكثرة آثامه وسـوء نياته، وكذلك عجن الطين وضربه لبناً لا خير فيه لأنه دال على الغمة والخصـومة حتى يجف لبنه أو يصير تراباً فيعـود مالاً يناله من بعد كد وهم وخصـومة وبلاء.
  وأما قـوس قزح: فالأخضر دليل الأمن من قحط الزمان وجـور السلطان والأصفر دليل الأمراض والأحمر دليل سفك الدماء، وقيل إن رؤية قـوس قزح تدل على تزوج صاحب الرؤيا.
  والضباب: أمر ملتبس وفتنة ويـوم الغيم هي هم وغم ومحنة.
  وأما الخسف والزلزلة: فمن رأى أرضاً تزلزلت وخسف طائفة منها وسلمت طائفة، فإن السلطان ينزل تلك الأرض ويعذب أهلها، وقيل إنه مرض شديد.
وإن رأى  جبلاً من الجبال تزلزل أو رجف أو زال ثم استقر قراره، فإن سلطان ذلك المـوضع أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة ويذهب ذلك عنهم بقدر ما أصابهم والزلزلة إذا نزلت، فإن الملك يظلم رعيته أو يقع به فتنة أو أمراض، ومن سمع هذه السحاب، فإنه يقع بأهل تلك الناحية فتنة وعداوة وخسران، وقيل الخسـوف والزلازل دليل رديء لجميع الناس وهلاكهم وهلاك أمتعتهم.
وإذا رأى الإنسان كأن الأرض متحركة، فإنها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه.

عن الكاتب

غير معرف

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

تفسير الأحلام لينك