الشمس: في الأصل الملك الأعظم لأنها أنـور ما في السماء من نظرائها مع كثرة نفعها وتصرف كل الناس في مصالحها، وربما دلت عن ملك المكان الذي يرى الرؤيا فيه وفـوقه
أرفع منه تدل السماء عليه وهـو ملك الملـوك وأعظم السلاطين لأن الله سبحانه وتعالى ملك الملـوك وجبار الجبابرة ومدير السماء، ومن فيها والأرض، ومن عليها، وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا إذا رآها خاصة دون الجماعة والمجامع كأميره وعريفه أو أستاذه أو والده أو زوجها إن كانت امرأة، وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو إبنته أو أمه أو زوجة الرائي أو أمه أو إبنته أو جمالها، والشعراء يشبهـون جمال العذارى بالشمس في الحسن والجمال، وقد قيل إنها كانت في رؤيا يـوسف عليه السلام دالة على أمه، وقيل بل على خالته زوجة أبيه، وقيل بل على جدته، وقيل بل كانت دالة على أبيه والقمر على أمه كل ذلك جائز في التعبير، فإن دلت الشمس على الـوالد فلفضلها على القمر بالضياء والإشراق، وإن دلت على الأم فلتأنيثها وتذكير القمر فما رؤي في الشمس من حادث عاد تأويله على من يدل عليه ممن وصفناه على أقدار الناس ومقادير الرؤيا ودلائلها وشـواهدها، وإن رؤيت ساقطة إلى الأرض أو ابتلعها طائر أو سقطت في البحر أو احترقت بالنار وذهبت عينها أو اسـودت وغابت في غير مجراها من السماء أو دخلت في بنات نعش مات المنسـوب إليها.
وإن رأى بها كسـوفاً أو غشاها سحاب وتراكم عليها غبار أو دخان حتى نقص نـورها أو رؤيت تمـوج في السماء بلا استقرار كان ذلك دليلاً على حادث يجري على المضاف إليها إما من مرض أو هم أو غم أو كرب أو خبر مقلق إلا أن يكـون من دلت عليه مريضاً في اليقظة، فإن ذلك مـوته، وإن رآها قد اسـودت من غير سبب غشيها ولا كسـوف، فإن ذلك دليل على ظلم المضاف وجـوره أو على كفره وضلالته، وإن أخذها في كفه أو ملكها في حجره أو نزلت عليه في بيته بنـورها وضيائها تمكن من سلطانه وعز مع ملكه إن كان ممن يليق به ذلك أو قدوم رب ذلك المنزلة إن كان غائباً سـواء رأى ذلك ولده أو عبده أو زوجته لأنه سلطان الجميع وقيم الدار وإلا ولدت الحامل ان كانت له جارية أو غلاماً يفرق بين الذكر والأنثى بزيادة تلتمس من الرؤيا مثل أن يأخذها فيسترها تحت ثوبه أو يدخلها في وعاء من أوعيته فيشهد بذلك فيها بالإناث المستـورات ويكـون من يدل عليه جميلاً مذكـوراً بعلم أو سلطان، وإن كانت في هذه الحال مظلمة ذاهبة اللـون غدر بالملك في ملكه أو في أهله إن لاق ذلك به وإلا تسـور عليه سلطان أو عداه عليه عامل أو قدم غائب أو مات من عنده من المرضى والحـوامل سقط جنينها أو ولدت ابناً يفرق بين هذه الـوجـوه بزيادة الأدلة.
وإن رأى الشمس طالعة من المغرب أو عائدة بعد غروبها أو راجعة إلى المكان الذي منه طلـوعها ظهرت آية وعبرة يستدل على ما هيأتها بزيادة أدلتها، وربما دل ذلك على رجـوع المنسـوب إليها عما أمله من سفر أو عدل أو جـور على قدر منفعة طلـوعها ومغيبها وأوقات ذلك، وربما دل على نكسة المنسـوب إليها من المرضى، وربما دل مغيبها من بعد بروزها لمن عنده حمل على مـوت الجنين من بعد ظهـوره، وربما دل على قدوم الغائب من سفره والأمـوال العجيبة، وربما دل مغيبها على إعادة المسجـون إلى السجن بعد خروجه، وربما دل على من أسلم من كفره أو تاب من ظلمه على رجـوعه إلى ضلالته، وإن رأى ذلك من يعمل أعمالاً خفية صالحة أو رديئة دل على سترته وإخفاء أحـواله ولم تكشف أستاره لذهاب الشمس عنه إلا أن يكـون ممن أهديت إليه في ليلته زوجة أو اشترى سرية قال الزوجة ترجع إلى أهلها والسرية تعـود إلى بائعها، وقد يدل أيضاً طلـوعها من بعد مغيبها لمن طلق زوجته على ارتجاعها ولمن عنده حبلى على خلاصها ولمن تعذرت عليه معيشته أو صنعته على نفاقها وخاصة إن كان صلاحها بالشمس كالقصار والغسال وضرائب اللبن وأمثال ذلك ولمن كان مريضاً على مـوته لزوال الظل المشبه بالإنسان مع قـوله تعالى " ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً ". ولمن كان في جهاد أو حرب على النصر لأنها عادت ليـوشع بن نـون عليه السلام في حرب الأعداء له حتى أظهره الله عليهم ولمن كان فقيراً في يـوم الشتاء على الكسـوة والغنى وفي يـوم الصيف على الغم والمرض والحمى والرمد.
ومن رأى جلـوس الميت في الشمس في الصيف دلالة على ما هـو فيه من العذاب والحزن من أجل مصاحبة السلطان أو من سبب من نزلت الشمس عليه على قدره وناحيته.
ومن رأى أنه تحـول شمساً أصاب ملكاً عظيماً على قدر شعاعها، ومن أصاب شمساً معلقة بسلسلة ولي ولاية وعدل فيها، وإن قعد في الشمس وتداوى فيها نال نعمة من سلطان.
ومن رأى أن ضـوء الشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب، فإن كان أهلاً للملك نال ملكاً عظيماً وإلا رزق علماً يذكر به في جميع البلاد.
ومن رأى أنه ملك الشمس أو تمكن منها، فإنه يكـون مقبـول القـول عند الملك الأعظم، فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه، فإن كان والياً نال قـوة في ولايته، وإن كان أميراً نال خيراً من الملك الأعظم، وإن كان من الرعية رزق رزقاً حلالاً، وإن كانت إمرأة رأت من زوجها ما يسرها.
ومن رأى الشمس طلعت في بيته، فإن كان تاجراً ربح في تجارته، وإن كان طالباً للمرأة أصاب إمرأة جميلة، وإن رأت ذلك إمرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها.
ومن رأى ضـوء الشمس دل على هيبة الملك وعدله، ونقصان شعاع الشمس انحطاط هيبة الملك، ومن أصاب من ضـوء الشمس أتاه الله كنزاً ومالاً عظيماً.
ومن رأى أن الشمس كلمته نال رفعة من قبل السلطان.
ومن رأى الشمس طلعت على رأسه دون جسده، فإنه ينال أمراً جسيماً ودنيا شاملة، وإن طلعت على قدميه دون سائر جسده نال رزقاً حلالاً من قبل الزراعة، فإن طلعت على بطنه تحت ثيابه والناس لا يعلمـون أصابه برص، وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه.
ومن رأى بطنه انشق وطلعت فيه الشمس، فإنه يمـوت.
وإن رأت إمرأة أن الشمس دخلت من جربانها وهـو طـوقاً ثم خرجت من ذيلها، فإنها تتزوج ملكاً ويقيم معها ليلة، فإن طلت على فرجها، فإنها تزني.
وإن رأى أن الشمس غابت كلها وهـو خلفها يتبعها، فإنه يمـوت.
وإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسير ولم تغب، فإنه يكـون أسيراً مع الملك.
وإن رأى الشمس تحـولت رجلاً كهلاً، فإن السلطان يتـواضع لله تعالى ويعدل وينال قـوة وتحسن أحـوال المسلمين، فإن تحـولت شاباً، فإنه يضعف حال المسلمين ويجـور السلطان.
وإن رأى ناراً خرجت من الشمس فأحرقت ما حـواليها، فإن الملك يهلك أقـواماً من حاشيته.
وإن رأى الشمس احمرت، فإنه فساد في مملكته.
وإن رآها اصفرت مرض الملك، فإن اسـودت يغلب وتتم عليه آفة.
وإن رأى إنها غابت فاته مطلبه، ومنازعة الشمس الخروج على الملك.
وإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر، فإنه يخرج على الملك خارجي، فإن تبع النصف الباقي النصف الذاهب وانضما وعادت شمساً صحيحاً، فإن الخارجي يأخذ البلد كله، فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت شمساً كما كانت عاد إليه ملكه وظفر بالخارجي، فإن صار كل واحد من النصفين شمساً بمفرده، فإن الخارجي يملك مثل ما مع الملك من الملك ويصير نظيره ويأخذ نصف مملكته.
وإن رأى الشمس سقطت فهي مصيبة في قيم الأرض أو في الـوالدين.
وإن رأى كأن الشمس طلعت في دار فأضاءت الدار كلها نال أهل الدار عزة وكرامة ورزقاً.
ومن رأى أنه ابتلع الشمس، فإنه يعيش عيشاً مغمـوماً، وإن رأى ذلك ملك مات.
ومن رأى الشمس نزلت على فراشه، فإنه يمرض ويلتهب بدنه.
وإن رأى كأنه يفعل به خير دل على خصب ويسار ويدل في كثير من الناس على صحة، ومن أخذت الشمس منه شيئاً أو أعطته شيئاً فليس بمحمـود.
ومن دلائل الخيرات أن يرى الإنسان الشمس على هيأتها وعادتها وقد تكـون الزيادة والنقص فيها من المضار، ومن وجد حر الشمس فأوى إلى الظل، فإنه ينجـو من حزن، ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره لأن البرد فقر، ومن استمكن من الشمس وهي سـوداء مدلهمة، فإن الملك يضطر إليه في أمر من الأمـور.
وحكي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكـواكب فكان شطر مع الشمس وشطر مع القمر، فقص رؤياه على عمر بن الخطاب رضي الله، فقال له: مع أيهما كنت قال: مع القمر، فقرأ عمر " فمحـونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ". وصرفه عن عمل حمص فقضي أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل.
ومن رأى الشمس والقمر والنجـوم اجتمعت في مـوضع واحد وملكها وكان لها نـور وشعاع، فإنه يكـون مقبـول القـول عند الملك والـوزير والرؤساء، فإن لم يكن نـور فلا خير فيه لصاحب الرؤيا.
وإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه، فإن والديه راضيان عنه، فإن لم يكن لهما شعاع، فإنهما ساخطان عليه.
وإن رأى شمساً وقمراً عن يمينه وشماله أو أمامه أو خلفه، فإنه يصيبه هم وخوف أو بلية وهزيمة ويضطر معها إلى الفرار لقـوله تعالى " وجمع الشمس والقمر يقـول الإنسان يـومئذ أين المفر ". وسـواد الشمس والقمر والنجـوم وكدورتها تغير النعم في الدنيا.
ومن رأى سحاباً غطى الشمس حتى ذهب نـورها، فإن الملك يمرض.
وإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه، فإن الملك يمـوت، وربما كانت الشمس عالماً من العلماء، فإن انجلى السحاب انجلى الغم عنه.
القمر: في الأصل وزير الملك الأعظم أو سلطان دون الملك الأعظم والنجـوم حـوله جنـود ومنازله ومساكنه أو زوجاته وجـواريه، وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتدي به من الأدلة لأنه يهدي في الظلمات، ويدل على الـولد والزوج والسيد وعلى الزوجة والابنة ولجماله ونـوره يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر، ثم يجري تأويل حـوادثه ومزاولته كنحـو ما تقدم في الشمس، وربما دل على الزيادة والنقص لأنه يزيد وينقص كالأمـوال والأعمال والأبدان مع ما سبق من لفظ المرور مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به إليه، فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه، وإن كان في نقصان الشهر ذهب عمره واقترب أجله على مقدار ما بقي من الشهر فربما كان أياماً، وربما كان جمعاً أو شهـوراً أو أعـواماً بأدلة تزاد عند ذلك في المنام أو في اليقظة، وإن نزل في أول الشهر أو طلع على من له غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره، وإن كان ذلك في آخر الشهر بعد في سفره وتغرب عن وطنه، ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده تزوج زوجاً رأت عائشة رضـوان الله عليها ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها فقصت رؤياها على أبيها رضي الله عنه، فقال لها: إن صدقت رؤياك دفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأرض.
وإن رأى القمر غاب، فإن الأمر الذي هـو طالبه من خير أو شر قد انقضى وفات، وإن رآه طلع، فإن الأمر في أوله.
ومن رأى القمر تاماً منيراً في مـوضعه من السماء، فإن وزير الملك ينفع أهل ذلك المكان، ومن نظر إلى القمر فرأى مثال وجهه فيه، فإنه يمـوت.
ومن رأى كأنه تعلق بالقمر نال من السلطان خيراً.
ومن رأى كأن القمر أظلم والرائي ملك، فإن رعيته يؤذونه وينكرون أمره.
ومن رأى القمر صار شمساً، فإن الرائي يصيب خيراً وعزاً ومالاً من قبل أمه أو امرأته.
وحكي أن إبن عباس رضي الله عنه رأى في المنام كأن قمراً ارتفع من الأرض إلى السماء بأشطان فقصها على رسـول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ذاك إبن عمك يعني نفسه عليه أفضل الصلاة وأزكى التحيات.
وحكي أن إمرأة جاءت إلى ابن سيرين وهـو يتغذى، فقالت: رأيت كأن القمر دخل الثريا ومنادياً ينادي أن ائتي ابن سيرين فقصي عليه رؤياك، فقبض يده عن الطعام وقال لها: ويلك كيف رأيت فأعادت عليه فأربد لـونه وقام وهـو آخذ ببطنه، فقالت أخته: مالك، فقال: زعمت هذه أني ميت إلى سبعة أيام فمات في السابع.
ورأى رجل كأنه نظر إلى السماء وتأمل القمر فلم يره ونظر إلى الأرض فرأى القمر قد تلاشى، فقص رؤياه على معبر، فقال: إن كان صاحب هذه الرؤيا رجلاً، فإنه صاحب كيمياء وذهب فيذهب ماله، وإن كان فقيراً فيسقط في الثرى، وإن رأت ذلك إمرأة قتل زوجها.
وأتى ابن سيرين رجل، فقال: رأيت كأن القمر في دارنا، قال: السلطان ينزل بمصركم.
واحتجاب القمر بالحجاب يجري في ذلك مجرى الشمس.
والهلال يدل أيضاً على الملك والأسير والقائد والمقدم والمـولـود البارز من الرحم المستهل بالصراخ وعلى الخبر الطارئ والفتح القادم من الناحية التي طلع منها وعلى الثائر والخارجي إذا طلع من غير مكانه أو كانت معه ظلمة أو مطر بالدم أو ميازيب تسيل من غير مطر، وعلى قدوم الغائب وعلى صعـود المؤذن فـوق المنار نقص من الكتاب رجاله، وإن كان عروسة فالنجـوم نساؤها، فمن رأى قمرين يتقاتلان في السماء مع كل واحد منهما نجـوم كان ذلك اختلافاً أو حرباً بين ملكين أو وزيرين أو رجلين عظيمين، والغائب منهما مغلـوب يستدل عليه بناحيته في الأفق ومكانه في السماء فيضاف إلى ملك ذلك الملك في الأرض، وكذلك إذا رأى كـوكبين يقتتلان ومعهما نجـوم تتبع كل واحد منهما، وإن لم يكن معهما نجـوم، ورأى ذلك في خاصيته أو بيته وكان له زوجتان أو شريكان كان الاختلاف بينهما باللسان أو باليد، وإن رأت ذلك إمرأة أو عبد أو رآهما يقاتلان على رأسه أو سقطا كذلك يتقاتل عليهما الزوج أو السيد مع أخيه أو مع رجل شريف من جنسه، وقد يدل ذلك في العبد على خصام يقع بين بائعه ومشتريه، وقد يدل في المرأة على شر يدور بين ولديها أو بين بنتيها أو بين والدها وزوجها أو بين زوجها وابنها إن كان أحد النجمين أكبر من الآخر.
النجـوم والكـواكب: رؤيا سقـوط النجـوم في الأرض أو في البحر أو احتراقها بالنار أو التقاط الطير لها فدلالة على مـوت يقع بين الناس أو قتل على قدر الكثرة والقلة وقد يقع ذلك في جنس دون جنس إن عرف الجنس الساقط من الكـواكب، وأما من ملك النجـوم في حجره أو كان يرعاها في السماء أو يديرها في الهـواء، فإن كان أهلاً للسلطان ناله وكان والياً على الناس أو قاضياً أو مفتياً، وإن كان أوضع من ذلك فلعله ينظر في علم النجـوم، وأما سقـوطها عليه أو على رأسه، فإن كان مريضاً مات، وإن كان غريماً عليه ديـون منجمة أو كان عبداً مكاتباً حلت نجـومه وطـولب بما عليه، وكذلك إن رأى جسمه عاد نجـوماً، أو رأسه، فإن كانت النجـوم له على الناس منجمة وصلت إليه واجتمعت له، وكذلك لـو كان يلتقطها من الأرض أو من السماء لدنـوها منه، وإن سقط النجم على من له غائب قدم عليه، وإن سقط على حامل ولدت غلاماً مذكـوراً شريفاً إلا أن يكـون من النجـوم المؤقتة كبنات نعش والشعريين والزهرة فالسيد جارية على قدر ذكر النجم وجماله وجـوهره، وقد يدل على مـوت الحامل إذا أيد ذلك شاهد معه يشهد بالمـوت.
ورؤيا الكـواكب بالنهار دليل على الفضائح والاشتهار وعلى الحـوادث الكبار وعلى المصائب والبـوار، وعلى قدر الرؤيا وعمـومها وخصـوصها وكثرة النجـوم وقلتها.
ومن رأى النجـوم مجتمعة في داره ولها نـور وشعاع، فإنه يصيب فرحاً وسروراً ويجتمع عنده أشراف الناس على السرر، وإن لم يكن لها نـور فهي مصيبة تجمع أشراف الناس.
وإن رأى أنه يقتدي بالنجـوم، فإنه على ملة رسـول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلى الحق.
وإن رأى أنه يسرق نجماً من السماء، فإنه يسرق من ملك شيئاً له خطر ويستفقد رجلاً شريفاً.
ومن رأى أنه تحـول نجماً، فإنه يصيب شرفاً ورفعة.
ومن رأى أنه أخذ كـوكباً رزق ولداً شريفاً كبيراً.
وإن رأى أنه مد يده إلى السماء فأخذ النجـوم نال سلطاناً وشرفاً.
ومن رأى سبيلاً طلع عليه أصابه الإدبار إلى آخر عمره، ومن طلعت عليه الزهرة ناله الإقبال، وكذلك المشتري.
ومن رأى أنه ركب كـوكباً أصاب سلطاناً وولاية ومنفعة ورياسة، وقيل من رأى أن الكـواكب ذهبت من السماء ذهب ماله إن كان غنياً، وإن كان فقيراً مات، فإن من رأى بيده كـواكب صغاراً، فإنه ينال ذكراً أو سلطاناً بين الناس.
ومن رأى كـوكباً على فراشه، فإنه يصير مذكـوراً، فإنه يفـوق نظراءه أو يخدم رجلاً شريفاً.
ومن رأى الكـواكب اجتمعت فأضاءت دل على أنه ينال خيراً من جهة السفر، فإن كان مسافراً، فإنه يرجع إلى أهله مسروراً، وقيل من رأى الكـواكب تحت سقف فهـو دليل رديء وتدل على خراب بيت صاحبها وتدل على مـوت رب البيت.
ومن رأى أنه يأكل النجـوم، فإنه يستأكل الناس ويأخذ أمـوالهم، ومن ابتلعها من غير أكل تداخله أشراف الناس في أمره وسره، وربما سب الصحابة رضي الله عنهم، ومن امتص الكـواكب، فإنه يتعلم من العلماء علماً.
وأما رؤيا الكـواكب السيارة:
فزحل: صاحب عذاب الملك.
والمشتري: صاحب مال الملك.
والمريخ: صاحب حرب الملك.
والزهرة: إمرأة الملك.
وعطارد: كاتب الملك.
وسهيل: رجل عشار، وكذلك كان مسخ.
والشعري: تعبد من دون الله سبحانه وتعالى أو أمر باطل.
وبنات نعش: رجل عالم شريف لأنها من النجـوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر.
ومن رأى أن الكـواكب تناثرت من السماء فهـو مـوت الملـوك أو حرب يهلك فيه جماعة من الجنـود.
ومن رأى كأن الفلك يدور به أو يتحرك، فإنه يسافر ويتحرك من منزل إلى منزل ويتغير حاله، ومن تحـول نجماً من النجـوم التي يهتدى بها، فإن الناس يحتاجـون إليه في أمـورهم وإلى تدبيره ورأيه.
والثريا: رجل حازم الرأي يرى الأمـور في المستقبل لأنه إذا طلع غدوة فهـو أول الصيف، وإذا كان سمت رؤوس الناس بالغداة، فإنه وسط الصيف، وإذا طلع عشاء، فإنه أول الشتاء.
وإن رأى أن الثريا سقطت فهـو مـوت الأنعام وذهاب الثمار، والثريا مشتقة من الثرى، وقيل إنها تدل على المـوت لأسمها.