من رأى واحداً منهم أو جميعهم أحياء دلت رؤياه على قـوة الدين وأهله ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلـو أمره.
وإن رأى كأنه صار واحداً منهم يناله شدائد ثم يرزق الظفر، وإن رآهم في منامه مراراً صدقت معيشته.
وإن رأى أبا بكر رضي الله عنه حياً أكرم بالرأفة والشفقة على عباد الله.
وإن رأى عمر رضي الله عنه أكرم بالقـوة في الدين والعدل في الأقـوال وحسن السيرة فيمن تحت يده.
وإن رأى عثمان رضي الله عنه حياً رزق حياءاً وهيبة وكثر حساده.
وإن رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حياً أكرم بالعلم ورزق الشجاعة والزهد.
ومن رأى القراء مجتمعين في مـوضع، فإنه يجتمع هناك أصحاب الدولة من السلاطين والتجار والعلماء.
ومن رأى بعض الصالحين من الأمـوات صار حياً في بلده، فإن تلك البلدة ينال أهلها الخصب والفرج والعدل من واليهم ويصلح حال رئيسهم.
ورؤي الحسن البصري رحمه الله كأنه لابس صـوف وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهـو قائم على مزبلة وفي يده طنبـور يضرب به وهـو مستند إلى الكعبة فقصت رؤياه على ابن سيرين، فقال: أما درعه الصـوف فزهده، وأما كستيجه فقـوته في دين الله، وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس، وأما قيده فثباته في ورعه، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها الله تحت قدميه، وأما ضرب طنبـوره فنشره حكمته بين الناس، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل.