أخبرنا الـوليد بن أحمد الزوزني قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أخبرنا محمد بن يحيى الـواسطي قال حدثنا محمد بن الحسن البرجلاني يحيى بن بسام قال حدثني عمر بن صبيح السعدي قال:
رأيت عبد العزيز بن سليمان العابد في منامي وعليه ثياب خضر وعلى رأسه إكليل من لؤلؤ فقلت أبا محمد كيف كنت بعدي وكيف وجدت طعم المـوت وكيف رأيت الأمـور هناك، فقال: المـوت فلا تسأل عن شدة كربه وغمـومه إلا أن رحمة الله وارت منا كل عيب نلناها إلا بفضله عز وجل.
قال الأستاذ أبـو سعيد رحمه الله: المـوت في الرؤيا ندامة من أمر عظيم، فمن رأى أنه مات ثم عاش، فإنه يذنب ذنباً ثم يتـوب لقـوله تعالى " ربنا أمتنا اثنين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنـوبنا ". ومن مات من غير مرض ولا هيئة من يمـوت عمره يطـول.
ومن رأى كأنه لا يمـوت فقد دنا أجله، وإن ظن صاحب الرؤيا في منامه أنه لا يمـوت أبداً، فإنه يقتل في سبيل الله عز وجل.
ومن رأى أنه مات، ورأى لمـوته مأتماً ومجتمعاً وغسلاً وكفناً سلمت دنياه وفسد دينه.
ومن رأى أن الإمام مات خربت البلدة، كما أن خراب البلدة دليل على مـوت الإمام.
ومن رأى ميتاً معروفاً مات مرة أخرى وبكـوا عليه من غير صياح ولا نياحة، فإنه يتزوج من عقبه إنسان ويكـون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتاً مات مـوتا جديداً فهـو مـوت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية.
وإن رأى كأنه قد مات ولم ير هيئة الأمـوات ولا جهازهم، فإنه ينهدم من داره جدار أو بيت، فإن كانت الرؤيا بحالها، ورأى كأنه دفن على هذه الحالة من غير جهاز ولا بكاء ولا شيع أحد جنازته، فإنه لا يعاد بناء ما انهدم، إلا إذا صار في يد غيره.
ومن رأى وقـوع المـوت الذريع في مـوضع دل على وقـوع الحريق هناك.
وإن رأى كأنه مات وهـو عريان على الأرض، فإنه يفتقر.
وإن رأى كأنه على بساط بسطت له الدنيا أو على سرير نال رفعة أو على فراش نال من أهله خيراً.
وإن رأى كأنه وجد ميتاً، فإنه يجد مالاً، فإن جاءه نعي غائب، فإنه يأتيه خبر بفساد دينه وصلاح دنياه.
وإن رأى كأن إبنه مات تخلص من عدوه.
وإن رأى كأن إبنته ماتت أيس من الفرج.
وإن رأى كأن رجلاً قال لرجل أن فلاناً مات فجأة، فإنه يصيب المنعي غم فجأة، وربما مات فيه.
وإن رأت حامل إنها ماتت وحملت والناس يبكـون عليها من غير رنة ولا نـوح، فإنها تلد ابناً وتسر به، وقيل رؤيا العازب المـوت دليل على التزويج ومـوت المتزوج دليل على الطلاق، فإن بالمـوت تقع الفرقة، وكذلك رؤيا أحد الشريكين مـوته دليل فرقة شريكه.
ومن رأى كأن الـوالي مات والناس يذكرونه بخير، فإنه يكـون محمـوداً في ولايته.
ومن رأى كأنه بين قـوم أمـوات فهـو بين أقـوام منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرون بأمره قال الله تعالى " فإنك لا تسمع المـوتى ".
ومن رأى كأنه لقي معهم ميتاً، فإنه يمـوت على بدعة أو يسافر سفراً لا يرجع منه.
ومن رأى كأنه خالطهم ولامسهم أصابه مكروه من قبل أراذل.
وحكي عن بعضهم أن من رأى كأنه يصاحب ميتاً، فإنه يسافر سفراً بعيداً يصيب فيه خيراً كثيراً، فإن حمل ميتاً على عنقه نال مالاً وخيراً كثيراً، وإن أكل الميت طال عمره.
ورؤيا مـوت الـوالي دليل على عزله وسكر الميت لا خير فيه.
وإن رأى ميتاً كأنه حي، فإنه يصلح أمره بعد الفساد ويتعقب عسره يسر من حيث لا يحتسب.
وإن رأى حياً كأنه ميت، فإنه يعسر عليه أمره ذلك لأن الحياة يسر والمـوت عسر.
وإن رأى الأمـوات مستبشرين دل على حسن حاله عند الله تعالى لأنهم في دار الحق، ومن رآهم غير مستبشرين أو رآهم معرضين عنه دل على سـوء حاله عند الله لقـول النبي صلى الله عليه وسلم: يكفي أحدكم أن يـوعظ في منامه.
وإن رأى ميتاً عرفه فأخبره أنه لم يمت دل على صلاح حال الميت في الآخرة لقـوله تعالى " بل أحياء عند ربهم يرزقـون ". وكذلك لـو رأى على الميت تاجاً أو خواتيم أو رآه قاعداً على سرير.
وإن رأى على الميت ثياباً خضراً دل على أن مـوته كان على نـوع من أنـواع الشهادة كما تدل مثل هذه الرؤيا على حسن حال الميت في الآخرة فكذلك تدل على عقبه في الدنيا.
وإن رأى ميتاً ضاحكاً، فإنه مغفـور له لقـوله تعالى " وجـوه يـومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ".
وإن رأى ميتاً طلق الـوجه لم يكلمه ولم يمسه، فإنه راض عنه لـوصـول بره إليه بعد مـوته.
وإن رآه معرضاً عنه أو منازعاً له وكأنه يضربه دل على أنه ارتكب معصية، وقيل من رأى ميتاً ضربه، فإنه يقتضيه ديناً.
وإن رأى الميت غنياً فـوق غناه في حياته فهـو صلاح حاله في الآخرة، وإن فقيراً فهـو فقره إلى الحسنات.
وإن رأى كأن الميت عرياناً فهـو خروجه من الدنيا عارياً من الخيرات، وقيل إن عري الميت راحته.
وإن رأى كأن أقـواماً معروفين قامـوا من مـوضع لابسين ثياباً جدداً مسرورين، فإنه يحيا لهم وتعقبهم أمـور ويتجدد لهم إقبال ودولة، فإن كانـوا محزونين أو ثيابهم دنسة، فإنهم يفتقرون ويرتكبـون الفـواحش.
وإن رأى في مقبرة معروفة قيام الأمـوات منها، فإن أهل ذلك المـوضع تنالهم شدة ويظهر فيها منافقـون، وأما الكافر الميت إذا رؤي في أحسن حالة وهيئة دل ذلك على ارتفاع أمر عقبه ولم يدل على حسن حاله عند الله.
وإن رأى كأن الميت ضحك ثم بكى دل على أنه لم يمت مسلماً، وكذلك لـو رأى أن وجه الميت مسـود لقـوله تعالى " فأما الذين اسـودت وجـوههم أكفرتم بعد إيمانكم ".
وإن رأى كأن على الميت ثياباً غير نظيفة أو كأنه مريض، فإنه مسئول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس.
وإن رأى الميت مشغـولاً أو متعباً فذلك شغله بما هـو فيه.
وإن رأى كأن جده وجدته قد حييا، فإن ذلك حياة الجد والبخت.
وإن رأى كأن أمه قد حييت أتاه الفرج من هم هـو فيه، وكذلك إن رأى أباه قد حيي إلا أن رؤية الأب أقـوى.
وإن رأى أن ابناً له قد حيي ظهر له عدو من حيث لا يحتسب.
وإن رأى أن إبنة له ميتة قد عاشت أتاه الفرج.
ومن رأى كأن أخاً له ميتاً قد عاش، فإنه يقـوى من بعد ضعف لقـوله تعالى " أشدد به أزري ".
ومن رأى أختاً له ميتة قد عاشت، فإنه قدوم غائب له من سفر وسرور يأتيه لقـوله تعالى " وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب ".
وإن رأى خاله أو خالته قد عاشا، فإنه يعـود إليه شيء قد خرج من يده.
ومن رأى كأنه أحيا ميتاً، فإنه يسلم على يديه كافراً أو يتـوب فاسق.
وإن رأى في محلته نسـوة ميتات معروفات قد قمن من مـوضعه مزينات، فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا والأعقاب أولئك النسـوة أمـور على قدر جمالهن وثيابهن، فإن كانت ثيابهن بيضاً، فإنه أمـور في الدين، وإن كانت حمراً فأمـور في اللهـو، وإن كانت سـوداء ففي الغنى والسؤدد، وإن كانت خلقاناً، فإنها أمـور في فقر وهم، وإن كانت متسخة، فإنها تدل على كسب الذنـوب.
وإن رأى ميتاً كأنه نائم، فإن نـومه راحته.
وإن رأى ميتاً كأنه يصلي في غير مـوضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت والياً، فإن عقبه ينالـون مثل ولايته.
وإن رأى كأنه يصلي في مـوضع كان يصلي فيه أيام حياته دل ذلك على صلاح دين عقب الميت من بعده لأن الميت قد انقطع عن العمل لنفسه.
وإن رأى كأنه يتبع الميت ويقفـو أثره في دخوله وخروجه، فإنه يقتدي بأفعاله من الصلاح والفساد.
وإن رأى ميتاً في مسجد دل على أمنه من العذاب لأن المسجد أمن.
وإن رأى ميتاً يشتكي رأسه فهـو مسئول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه، فإن كان يشتكي عنقه فهـو مسئول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته، فإن كان يشتكي يده فهـو مسئول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذباً، وإن كان يشتكي جنبه فهـو مسئول عن حق المرأة، فإن كان يشتكي بطنه فهـو مسئول عن حق الـوالد والأقرباء وعن ماله.
وإن رأى أنه يشتكي رجله فهـو مسئول عن إنفاقه ماله في غير رضا الله.
وإن رآه يشتكي فخذه فهـو مسئول عن عشيرته وقطع رحمه.
وإن رآه يشتكي ساقيه فهـو مسئول عن إفنائه حياته في الباطل.
ومن رأى كأن ميتاً ناداه من حيث لا يراه فأجابه وخرج معه بحيث لا يقدر أن يمتنع منه، فإنه يمـوت في مثل مرض ذلك الميت الذي ناداه أو في مثل سبب مـوته من هدم أو غرق أو فجأة، وكذلك لـو رأى أنه تابع ميتاً فدخل معه داراً مجهـولة ثم لا يخرج منها، فإنه يمـوت.
وإن رأى كأن الميت يقـول له أنت تمـوت وقت كذا فقـوله حق.
وإن رأى كأنه اتبع ميتاً ولم يدخل معه داراً أو دخل ثم انصرف، فإنه يشرف على المـوت ثم ينجـو.
وإن رأى كأنه يسافر مع ميت، فإنه يلتبس عليه أمره.
وإن رأى كأن الميت أعطاه شيئاً من محبـوب الدنيا فهـو خير يناله من حيث لا يرجـو، فإن كان الميت أعطاه قميصاً جديداً أو نظيفاً، فإنه ينال معيشة مثل معيشته أيام حياته.
وإن رأى كأنه أعطاه طيلساناً، فإنه يصيب جاهاً مثل جاهه، فإن أعطاه ثوباً خلقاً، فإنه يفتقر.
فإن أعطاه ثوباً وسخاً، فإنه يركب الفـواحش.
فإن أعطاه طعاماً، فإنه يصيب رزقاً شريفاً من حيث لا يحتسب.
فإن أعطاه عسلاً نال غنيمة من حيث لا يرجـو.
فإن أعطاه بطيخاً أصابه هم لم يتـوقعه.
وإن رأى كأن الميت يعظه أو يعلمه علماً، فإنه يصيب صلاحاً في دينه بقدر ذلك.
وإن رأى كأنه أعطى الميت كسـوة لم ينشرها ولم يلبسها، فإنه ضرر في ماله أو مرض ولكنه يشفى.
وإن رأى كأنه نزع كسـوة حتى يلبسها الميت فخرجت الكسـوة من ملك الحي، فإنه يمـوت، وإن لم تخرج الكسـوة من ملكه وناولها ليخيطها أو ليعملها لم يضره ذلك، وكل شيء يراه الحي أنه أعطاه للميت، فإنه غير محبـوب إلا في مسألتين: إحداهما أنه إذا رأى كأنه أعطى الميت بطيخاً، فإنه يذهب همه من حيث لا يحتسب، والثانية أنه إذا رأى أنه أعطى عمه أو عمته بعد مـوتهما في منامه، فإنه يلزمه غرم ونفقة.
وإن رأى كأن ميتاً سلم عليه دل على حسن حاله عند الله عز وجل.
وإن رأى كأنه أخذ بيده، فإنه يقع في يده مال من وجه ميئوس منه.
وإن رأى الميت كأنه عانقه معانقة مـودة طال عمره.
وإن رأى كأنه عانقه معانقة ملازمة أو منازعة فلا تحمد رؤياه.
وإن رأى كأنه يكلم الميت عاش طـويلاً وتدل هذه الرؤيا على أن صاحبها يصالح قـوماً بعد المنازعة.
وإن رأى كأنه يقبل ميتاً مجهـولاً نالت مالاً من حيث لا يحتسب، فإن قبل ميتاً معروفاً، فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله.
وإن رأى ميتاً عانقه وخالطه كان ذلك طـول حياة الحي.
وإن رأى الميت نائماً كان ذلك راحته.
وإن رأى كأن ميتاً معروفاً قبله نال من عقبه خيراً.
وإن رأى ميتاً مجهـولاً قبله فهـو قبـوله الخير من مـوضع لا يرجـوه.
وإن رأى كأن ميتاً اشترى طعاماً، فإن يغلـو أو يعز ذلك الطعام.
وإن رأى كأن الأمـوات يبيعـون طعاماً أو متاعاً كسد ذلك الطعام والمتاع، فإن وجد الحي بين الطعام والمتاع إنساناً ميتاً أو فأرة ميتة أو دابة ميتة، فإنه يفسد ذلك الطعام والمتاع.
وإن رأى كأنه ينكح ميتاً مجهـولاً في قبر، فإنه يزني.
وإن رأى كأنه نكحه فأمنى، فإنه يخالط رجلاً شريراً منافقاً ويغرم عليه مالاً.
وإن رأى أنه ينكح ميتاً معروفاً رجلا كان أو امرأة، فإنه يظفر بحاجة قد أيس منها.
وإن رأى أنه نكح رجلاً صديقاً أصاب عقبه من الفاعل خيراً، فإن كان المنكـوح عدواً، فإن الفاعل يظفر بعقب ذلك الميت.
وإن رأى أنه ينكح ذا حرمة من المـوتى، فإن الناكح يصل المنكـوح بصدقة أو دعاء أو يصل إلى عقبه منه خير، وقيل إنه يقدم على حرام.
وإن رأى كأن ميتاً معروفاً نكحه أصابه نفع من عمله أو ماله.
وإن رأى كأن إمرأة ميتة حييت فنكحها وأصابه من مائها، فإنه يظفر بحاجته وينفق فيها مالاً بطيبة نفس منه وينال ولاية مستأنفة وتجارة رابحة، فإن تزوج بامرأة ميتة، ورأى إنها حية وحـولها إلى منزله، فإنه يعمل عملاً يندم عليه، فإن وطئها وتلطخ من مائها، فإنه نادم من عمل في خسران وهم وتحمد عاقبته وينال خيراً بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر.
وإن رأى كأنه تزوج بامرأة ميتة، ورأى إنها حية ودخل بها ولم يمسها لكنه تحـول إلى دارها واستـوطنها دلت رؤياه على مـوته، وكذلك رؤيا المرأة جارية مجرى رؤية الرجل في كل ذلك.
ومن رأى ميتاً قد عاش، فإن سنته تحيا في خير أو شر لرائيها خاصة إن كان من أهل بيته أو رآه في داره أو للناس كافة إن كان سلطاناً أو عالماً، وأما أكل الميت من دار فيها مريض فدليل على هلاكه وإلا ذهب لأهلها مال، وأما من ناداه الميت، فإن كان مريضاً لحقه، وإن كان فقيهاً فقد وعظه وذكره فيما لا بد منه ليرجع عما هـو فيه ويصلح ما هـو عليه، وأما من ضربه ميت أو تلقاه بالعبـوس والتهدد وترك السلام فليحذر وليصلح ما قد خلفه عليه من وصية إن كانت إليه أو في أعمال نفسه وذنـوبه فيما بينه وبين الله تعالى، وإن تلقاه بالبشر والشكر والسلام والمعانقة فقد بشره بضد حال الأول وقد تقدم في ذكر باب الأمـوات ما فيه غنى.
وكان ابن سيرين يقـول: أحب أن آخذ من الميت وأكره أن أعطيه، وقال: إذا أخذ منك الميت فهـو شيء يمـوت، ومن مات ولم ير هناك هيئة الأمـوات، فإنه انهدام داره أو شيء منها.
وإذا رأى الحي أنه يحفر لنفسه قبراً بنى داراً في ذلك البلد أو تلك المحلة وثوى فيها، ومن دفن في قبر وهـو حي حبس وضيق عليه.
وقال الأستاذ أبـو سعيد رحمه الله: الأصل في رؤيا الميت والله أعلم أنك إذا رأيت ميتاً في منامك يعمل شيئاً حسناً، فإنه يحثك على فعل ذلك، وإذا رأيته يعمل عملاً سيئاً، فإنه ينهاك عن فعله ويدلك على تركه.
وإن رأى الميت حياً في قبره نال براً وحكمة ومالاً حلالاً، وإن وجد ميتاً في قبره فلا يصفـو ذلك المال، قال بعضهم: من رأى كأنه أتى المقابر فنبش عنها فـوجدهم أحياء أو أمـواتاً، فإنه يدل على وقـوع مـوت ذريع في تلك الناحية أو البلدة والله أعلم.
وأما النياحة: فمن رأى كأن مـوضعاً يناح فيه وقع في ذلك المـوضع تدبير شؤم يتفرق به عنه.
وأما البكاء: حكي عن ابن سيرين أنه قال: البكاء في النـوم قرة عين، وإذا اقترن بالبكاء النـوح والرقص لم يحمد.
وإن رأى كأن إنسان يعرفه مات وهـو ينـوح عليه ويعلن الرنة، فإنه يقع في نفس ذلك الذي رآه ميتاً أو في عقبه مصيبة أو هم شنيع.
وإن رأى كأنهم ينـوحـون على وال قد مات ويمزقـون ثيابهم وينفضـون التراب على رؤوسهم، فإن ذلك الـوالي يجـور في سلطانه.
وإن رأى كأن الـوالي مات وهم يبكـون خلف جنازته من غير صياح، فإنهم يرون من ذلك الـوالي سروراً.
وأما غسل الميت: من رأى ميتاً يغسل نفسه فهـو دليل على خروج عقبه من الهمـوم وزيادة في مالهم، فإن غسله إنسان تاب على يد ذلك الإنسان رجل في دينه فساد، والمغتسل في الأصل تاجر نافع ينجـو بسببه أقـوام من الهمـوم ورجل شريف يتـوب على يديه أقـوام المفسدين، فمن رأى كأنه على المغتسل ارتفع أمره وخرج من الهمـوم.
وإن رأى بعض الأمـوات يطلب من يغسل ثيابه، فإن ذلك فقره إلى فى دعاء وصدقة وقضاء دين أو إرضاء خصم أو تنفيذ وصية.
وإن رأى كأن إنساناً غسل ثيابه، فإن ذلك خير يصل إلى الميت من الغاسل.
وأما الكفن: فقد قيل هـو دليل الميل إلى الزنا.
وإن رأى كأنه لم يتم لبسه، فإنه يدعى إلى الزنا فلا يجيب.
ومن رأى كأنه ملفـوف في الكفن كما تلف المـوتى دلت رؤياه على مـوته، فإن لم يغط رأسه ورجليه فهـو فساد دينه وكلما كان الكفن على الميت أقل فهـو أقرب إلى التـوبة وما كان أكثر فهـو أبعد من التـوبة.
ومن رأى كأن قـوماً مجهـولين زينـوه وألبسـوه ثياباً فاخرة من غير سبب مـوجب لذلك من عيد أو عرس وأنهم تركـوه في بيت وحيداً فذلك دليل مـوته والثياب الجدد البيض تجديد أمره.
وأما الحنـوط: فدليل التـوبة للمفسد والفرج للمغمـوم والثناء الحسن.
ومن رأى كأنه استعان برجل يشتري له الحنـوط، فإنه يستعين به في حسن محضر وذلك أن الحنـوط يذهب تفسد الميت.
وأما النعش: فمن رأى كأنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأن أصله من الإنتعاش.
والحمل فـوق النعش مؤيد لما دل عليه المـوت في الرؤيا وقد يلي ولاية يقهر فيها الرقاب.
ومن رأى كأنه على الجنازة، فإنه يـوأخي إخواناً في الله تعالى لقـوله عز وجل " إخواناً على سرر متقابلين ". وقيل إن الجنازة رجل مـوفق يهلك على يديه قـوم سـوء.
وإن رأى كأنه مـوضـوع على جنازة وليس يحمله أحد، فإنه يسجن.
وإن رأى كأنه حمل على الجنازة، فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال.
وإن رأى كأنه رفع ووضع على جنازة وحمله الرجال على أكتافهم، فإنه ينال سلطاناً ورفعة ويذل أعناق الرجال ويتبعه في سلطانه بقدر من رأى من مشيعي جنازته.
وإن رأى أنهم بكـوا خلف جنازته، حمدت عاقبة أمره، وكذلك إن أثنـوا عليه الجميل أو دعـوا له.
وإن رأى كأنهم ذمـوه ولم يبكـوا عليه لم تحمد عاقبته.
وإن رأى كأنه اتبع جنازة، فإنه يتبع سلطاناً فاسد الدين.
وإن رأى جنازة في سـوق، فإن ذلك نفاق ذلك السـوق.
وإن رأى كأن جنازة حملت إلى المقابر معروفة، فإنه حق يصل إلى أربابه.
وإن رأى كأن جنازة تسير في الهـواء، فإنه يمـوت رجل رفيع في غربة أو رئيس أو عالم رفيع يعمى على الناس أمره.
وإن رأى أنه على جنازة يسير على الأرض، فإنه يركب في سفينة.
وإن رأى جنائز كثيرة مـوضـوعة في مكان، فإن أهل ذلك المكان يكثرون ارتكاب الفـواحش.
وإن رأت إمرأة إنها ماتت وحملت على جنازة، فإن لم تكن ذات زوج تزوجت، وإن كانت ذات زوج فسد دينها.
وإن رأى أنه حمل ميتاً أصاب مالاً حراماً.
وإن رأى أنه جر الميت على الأرض اكتسب مالاً حراماً.
وإن رأى أن ميتاً تعلق بفاسد، فإنه يصيد فأراً.
وإن رأى أنه نقل ميتاً إلى المقابر، فإنه يعمل بالحق.
وإن رأى أنه نقل ميتاً إلى السـوق نال حاجة وربحت تجارته ونفقت.
وأما الصلاة على الميت: فتدل على كثرة الدعاء والاستغفار له.
وإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه ولي ولاية من قبل السلطان المنافق.
ومن رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلساً يدعـون فيه للأمـوات.
وأما الدفن: فمن رأى كأنه مات ودفن، فإنه يسافر سفراً بعيداً يصيب فيه مالاً لقـوله تعالى " ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ".
والدفن محقق لما دل عليه المـوت، وربما كان بأساً لمن فسد دينه من الصلاح، وربما دل على طـول إقامة المسافر وعلى النكاح وعلى العروس ودخول البيت في الكلة مع العروس من الاغتسال ولبس البياض ومس الطيب ثم يزوره إخوانه في أسبـوعه، وربما دل على السجن لمن يتـوقعه، فإن وسع عليه ونـوم نـومة عروس كان ما يدل عليه خير أكله وحسنت فيه عقباه وكثرت دنياه، وإن كان على خلاف ذلك ساءت حالته وكانت معيشته ضنكاً.
ومن رأى كأنه دفن في قبر من غير مـوت دلت رؤياه على أن دافنه يقهره أو يحبسه.
وإن رأى أنه مات في القبر بعد ذلك، فإنه يمـوت في الهم، فإن لم ير المـوت في القبر نجا من ذلك الحبس والظلم، وقيل من دفن، فإن دينه يفسد.
وإن رأى أنه خرج من القبر بعدما دفن، فإنه يرجى له التـوبة.
وإن رأى أنه حثي على رجل التراب أو سلمه إلى حفرة القبر، فإنه يلقيه في هلكة.
وإن رأى كأنه وضع في اللحد، فإنه يناله داراً، فإن سـوى عليه التراب نال بقدر ذلك التراب مالاً.
وأما القبر المحفـور: هـو السجن في التأويل كما أن السجن قبر، فمن رأى أنه يريد أن يزور المقابر، فإنه يزور أهل السجن.
وإن رأى أنه حفر قبراً على سطح، فإنه يعيش عيشاً طـويلاً، والقبـور الكثيرة في مـوضع مجهـول تدل على رجال منافقين.
ومن رأى كأن القبـور مطرت نال أهلها الرحمة.
وإن رأى قبراً في مـوضع مجهـول، فإنه يخالط رجلاً منافقاً.
أما المقابر المعروفة: فإنها تدل على أمر حق وهـو غافل عنه.
وإن رأى كأنه يحفر لنفسه قبراً، فإنه يبني لنفسه داراً.
وإن رأى كأن قبر ميت حـول إلى داره أو محله أو بلده، فإن عقبه يبنـون هناك داراً.
وإن رأى كأنه دخل قبراً من غير أن كان على جنازة اشترى داراً مفروغاً منها.
ومن رأى كأنه قائم على قبر، فإنه يتعاطى ذنباً لقـوله تعالى " ولا تقم على قبره ".
وإن رأى رجلاً مـوسراً في مقبرة يطـوف حـول القبـور فيسلم عليها فقيل إنه يصير مفلساً يسأل الناس لأن المقبرة مـوضع المفاليس.
وأما نبش القبـور: فإن النباش يطلب مطلـوباً خفياً مندرساً قديماً لأن العرب تسميه مختفياً إما في خير أو شر، فإن نبش فهـو عالم ففيه نبش على مذهبه وإحياء ما اندرس من علمه، وكذلك قبر رسـول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يفضي به نبشه إلى رمة بالية وخرق متمزقة أو تكسر عظامه، فإنه يخرج في علمه إلى بدعة وحادثة، وإن وجده حياً استخرج من قبره أمراً صالحاً وبلغ مراده من إحياء سنته وشرائعه على قدره ونحـوه، وإن نبش قبر كافر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلالة أو عالج مالاً حراماً بالمكر والخديعة، وإن أفضى به النبش إلى جيفة متحللة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان ذلك أقـوى في الدليل وأدل على الـوصـول إلى الفساد المطلـوب.