"(رُؤْيَة الْمَشْي)
وَأما الْمَشْي وسلوك الطَّرِيق فَمن رأى أَنه يمشي أَو تمشي بِهِ دَابَّة رويدا فَإِنَّهُ عز وَشرف وَمن رأى أَنه يمشي فِي تُرَاب فَإِنَّهُ يحصل مَالا عَاجلا وَإِن مَشى فِي رمل فَإِنَّهُ شغل شاغل وَإِن مَشى على شوك وآلمه فَإِنَّهُ يصاب فِي بعض أَهله وَمن رأى أَنه يمشي فِي طَرِيق قَاصِدا مُجْتَهدا فَإِنَّهُ على منهاج الْحق وَالدّين وَمن رأى أَنه ضل عَن الطَّرِيق أَو زاغ عَنْهَا فَإِنَّهُ يضل عَن الْحق ومنهاج الصَّوَاب فِي دينه أَو دُنْيَاهُ بِقدر مَا ضل عَن الطَّرِيق فَإِن أصَاب الطَّرِيق بَعْدَمَا ضل أصَاب صَلَاح نَفسه وَإِن لم يصب الطَّرِيق عسر ذَلِك عَلَيْهِ وَمن رأى أَنه سلك طَرِيقا مظلما فَإِنَّهُ ضَلَالَة فِي دينه وَإِن رأى أَنه يخرج من ظلام إِلَى نور فَإِنَّهُ يخرج من ضَلَالَة إِلَى الْهدى وَمن رأى أَنه يمشي فِي طَرِيق فَاعْترضَ لَهُ مَا يحول بَينه وَبَين الطَّرِيق من حَيَوَان أَو جماد أَو نَبَات فَإِنَّهُ قد بلغ آخر أمره ومطلبه
(رُؤْيَة السُّقُوط)
وَأما السُّقُوط فَمن رأى أَن أحدا سقط عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يظفر عَلَيْهِ عدوه وَمن رأى أَنه سقط من مَكَان عَال مثل الْجَبَل والحائط وَمَا أشبه ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على عدم تَمام الْمَقْصُود وَمن رأى أَنه خر على وَجهه فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ فِي خُصُومَة أَو حَرْب لم يظفر وَقد يدل السُّقُوط لمن عِنْده خلل فِي دينه على انهماكه فِي الْمعاصِي والفتن وَمن رأى أَنه سقط فِي مَسْجِد أَو رَوْضَة أَو مَا أشبه ذَلِك وَكَانَ بِسَبَب فعل خير أَو كَانَ قاصده فَإِنَّهُ دَال على تَركه الذُّنُوب"