"(الْبَاب التَّاسِع عشر فِي رُؤْيَة الْمَوْت وَالْغسْل والكفن والجنائز والقبور والدفن والنبش ورؤية الْأَمْوَات ومخالطتهم وَالْأَخْذ مِنْهُم والإعطاء لَهُم)
(رُؤْيَة الْمَوْت)
وَأما الْمَوْت فَمن رأى أَنه قد مَاتَ وَالنَّاس يَبْكُونَ عَلَيْهِ أَو غسلوه وكفنوه أَو حملوه على النعش أَو دفنوه فِي الْقَبْر فجملة ذَلِك يدل على فَسَاد دينه ويرجى لهَذَا الْمَيِّت صَلَاح دينه مَا لم يدْفن فَإِن دفن لَقِي الله على غير التَّوْبَة إِلَّا أَن يرى أَنه عَاشَ وَخرج من الْقَبْر بعد الدّفن فَإِنَّهُ يَتُوب وَمن رأى أَنه قيل لَهُ إِنَّك لم تمت أبدا فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا وَمن رأى أَنه قد مَاتَ وَمَا عَلَيْهِ هَيْئَة الْأَمْوَات وَلم يبك عَلَيْهِ أحد وَلم يغسل وَلم يُكفن يُسَافر وَمن رأى أَن الأَرْض طويت فَإِنَّهُ يَمُوت سَرِيعا وَمن رأى أَنَّهَا نشرت فَإِنَّهَا تطول حَيَاته وَمن رأى أَنه خرج من أَرض جدبة إِلَى أَرض خصبة فَإِنَّهُ ينْتَقل من بِدعَة إِلَى سنة وَإِن رأى أَنه خرج من أَرض خصبة إِلَى أَرض جدبة فَإِنَّهُ ينْتَقل من سنة إِلَى بِدعَة وَمن رأى أَنه نفض يَدَيْهِ من التُّرَاب فَإِنَّهُ يفْتَقر وَإِن كَانَ مَرِيضا مَاتَ وَمن رأى أَنه ميت فِي الْمَقَابِر من مُدَّة مديدة فَإِنَّهُ يُسَافر بَعيدا ويصحب الْجُهَّال وَأهل الْفسق وَمن رأى أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ثمَّ يرجع وَمن رأى أَنه مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَينفذ أمره وَلَكِن يفْسد دينه ويرجى لَهُ الصّلاح فِيمَا بعد مَا لم يدْفن وَمن رأى أَنه مَاتَ وَلم ير قبرا وَلَا كفنا وَلَا جَنَازَة وَلَا بكاء فَإِن ذَلِك رَاحَة لصَاحب الرُّؤْيَا من هم هُوَ فِيهِ وَمن رأى أَنه ملفوف كَمَا يلف الْمَيِّت فَهُوَ مَوته وَمن رأى أَن حَيا قد"