"(الخاتمة فِي ذكر بعض نَوَادِر يستعان بهَا فِي التَّعْبِير)
قَالَ الْفَقِيه مُحَمَّد بن سِيرِين رَحمَه الله خرجنَا مرّة فِي سفر وَكُنَّا ثَلَاثَة نفر فَنَامَ أَحَدنَا فَرَأَيْنَا ضِيَاء مثل الْمِصْبَاح خرج من أَنفه فانتبه يمسح وَجهه وَقَالَ رَأَيْت فِي هَذَا الْغَار كنزا قَالَ فَدَخَلْنَا فَوَجَدنَا فِيهِ بَقِيَّة من كنز وَقيل جَاءَت إمرأة إِلَى عَابِر فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن زَوجي ناولني نرجسا وناول ضرتي آسا فَقَالَ لَهَا يطلقك ويتمسك بهَا أما سَمِعت قَول الشَّاعِر
(لَيْسَ للنرجس عهد إِنَّمَا الْعَهْد للآس ... )
وَقَالَ رجل لعابر رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي بِعْت برا بشعير فَقَالَ أَنْت استبدلت الْقُرْآن بالشعر وَكَانَ ابْن الْفضل رجلا فَاضلا قَالَ رَأَيْت اللَّيْلَة فِي مَنَامِي كَأَنِّي أتيت بِتَمْر وزبد فَأكلت مِنْهُ ثمَّ دخلت الْجنَّة فَقَالَ الْعَبَّاس ابْن الْوَلِيد نعجل لَك التَّمْر والزبد وَالله لَك بِالْجنَّةِ فدعي لَهُ بِتَمْر وزبد ثمَّ جَاءَ الْمُشْركُونَ فَحمل عَلَيْهِم ابْن الْفضل فقاتل حَتَّى قتل وَوجه عمر رَضِي الله عَنهُ قَاضِيا إِلَى الشَّام فَسَار ثمَّ رَجَعَ من الطَّرِيق فَقَالَ لَهُ مَا ردك قَالَ رَأَيْت كَأَن الشَّمْس وَالْقَمَر يَلْتَقِيَانِ وَكَانَ بعض الْكَوَاكِب مَعَ الشَّمْس وَبَعضهَا مَعَ الْقَمَر فَقَالَ عمر مَعَ أَيهمَا كنت قَالَ مَعَ الْقَمَر قَالَ انْطلق وَلَا تعْمل لي عملا أبدا ثمَّ قَرَأَ {فمحونا آيَة اللَّيْل وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرة} فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين قتل"